وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
وقال أبو نعيم: "غريب، لم يروه عن طارق إلا سيار، ولا عنه إلا بشير".
وقال البغوي: "حسن غريب"، وهو في الغالب ينقل حكم الترمذي.
• هكذا روى جماعة الثقات [وهم تسعة، بعضهم حفاظ، مثل: وكيع، وأبي نعيم، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن داود الخريبي، ومحمد بن بشر العبدي]، فقالوا: عن سيار أبي الحكم، ورواه أربعة من الثقات، فقالوا: عن سيار، غير مكني، ولا منسوب، ورواه سفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك [في رواية عنه] [وهما من هما في الإمامة، والحفظ والإتقان، والضبط والتثبت]، فقالا: عن سيار أبي حمزة.
• وقد اختلف الأئمة فيمن هو سيار هذا:
فذهب البخاري إلى أن الذي روى عن طارق بن شهاب، وعنه: بشير بن سلمان، هو: سيار بن أبي سيار، وهو سيار بن وردان الواسطي، كنيته أبو الحكم [التاريخ الكبير (٤/ ١٦١)].
وقال في سيار أبي حمزة: "عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: عزم عليَّ عمر لأكتوين، قاله لنا أبو نعيم، عن الثوري، عن عبد الملك بن أبجر، عن سيار، يعد في الكوفيين" [التاريخ الكبير (٤/ ١٦٠)].
وتبعه في الترجمتين: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٥٤ و ٢٥٥)، وابن حبان في الثقات (٦/ ٤٢١).
وكذا ترجم لسيار أبي الحكم في الكنى، في كونه يروي عن طارق بن شهاب: مسلم (١/ ٢٤٠/ ٨٠٩)، والدولابي (٢/ ٤٧٨ - ٤٨٥)، وأبو أحمد الحاكم (٤/ ١٩/ ١٦٦٢)، وابن عبد البر (١/ ٥٦١/ ٦٠٤ - الاستغناء).
وقال ابن حجر في التهذيب (٢/ ١٤٣): "وتبع البخاري أيضًا في أنه يروي عن طارق: مسلم في الكنى، والنسائي، والدولابي، وغير واحد، وهو وهم؛ كما قال الدارقطني" [وانظر: إكمال مغلطاي (٦/ ١٨٨)].
وتتلخص حجة هؤلاء الأئمة في أن سيارًا هذا هو سيار بن أبي سيار أبو الحكم: أن هذا هو قول جماعة الثقات، وفيهم أئمة حفاظ، والله أعلم.
قال الخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ٥٦٨) بعد ما حكى قول البخاري: "وقد أنكر أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو بن علي أن يكون الذي روى بشير بن سلمان عنه عن طارق بن شهاب: سيارًا أبا الحكم، وقالوا: إنما هو سيار أبو حمزة، فالله أعلم".
قلت: هاك أقوال الأئمة الذين خالفوهم، مع سياق حجتهم في ذلك:
قال أحمد في المسند (١/ ٤٤٢) بعد رواية الثوري: "وهو الصواب: سيار أبو