وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني: ثقة، أحد الفقهاء السبعة، لكنه لم يدرك أبا بكر، فقد ولد في خلافة عمر، وذكره ابن المديني فيمن لم يثبت له لقاء زيد بن ثابت [التهذيب (٤/ ٤٩١)، جامع التحصيل (٩٣٦)، تحفة التحصيل (٣٥٨)]، فهو منقطع، وإسناده غريب، فهو مدني، ثم شامي، ثم أصبهاني.
فلا يثبت فيه عن أبي بكر شيئًا.
قال ابن رجب في الفتح (٥/ ١٤): "وروي أيضًا فعله عن أبي بكر الصديق، خرجه البيهقي بإسناد منقطع".
٢ - عن زيد بن ثابت:
رواه معمر، ويونس بن يزيد الأيلي، وسفيان بن عيينة [في رواية عنه]، وابن أبي ذئب:
عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأيت زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع، فاستقبل فكبر، ثم ركع، ثم دبَّ راكعًا، حتى وصل إلى الصف. لفظ معمر.
ولفظ يونس، وابن عيينة: عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف: أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع، فمشى حتى إذا أمكنه أن يصل إلى الصف وهو راكع، كبر فىكع، ثم دبَّ وهو راكع، حتى وصل الصف.
أخرجه ابن وهب في الجامع (٤١٧)، وسحنون في المدونة (١/ ٧٠)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٨٦/ ١٩٩٩)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٩٨)، وفي المشكل (١٤/ ٢٠٦)، والبيهقي في السنن (٢/ ٩٠) (٦/ ١٠٣)، وفي المعرفة (١/ ٥٧٩/ ٨٢٥).
وهذا إسناد صحيح.
• لكن رواه مالك، وابن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي:
عن ابن شهاب الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه قال: دخل زيد بن ثابت المسجد فوجد الناس ركوعًا، فركع، ثم دبَّ حتى وصل الصف. لفظ مالك.
وفي رواية شعيب: أن زيد بن ثابت كان إذا دخل المسجد والناس ركوع؛ استقبل القبلة، فكبر، ثم ركع، ثم دب وهو راكع، حتى يصل إلى الصف.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٢٣٣/ ٤٥٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٢٩/ ٢٦٢٤)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٨٦/ ١٩٩٨)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٩٨)، وفي المشكل (١٤/ ٢٠٦)، والطبراني في مسند الشاميين (٤/ ١٦٢/ ٣٠٠٣)، والبيهقي (٢/ ٩١) و (٣/ ١٠٦).
وقد يقال في هذا بأن صورته مرسل، فيقال: ليس كذلك؛ بل هو متصل صحيح؛ وذلك لعدة دلائل: الأول: أن جماعة من ثقات أصحاب الزهري المقدّمين فيه، مثل: معمر، ويونس، وابن عيينة، قد رووه متصلًا، الثاني: أن أبا أمامة لا ينكَر إدراكه وشهوده