• وله حديث آخر:
يرويه بشر بن إبراهيم [المعروف بالمفلوج، وهو ممن يضع الحديث. اللسان (٢/ ٢٨٧)]: حدثني الحجاج بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم؛ فليجذب إليه رجلًا يقيمه إلى جنبه".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣٧٤/ ٧٧٦٤).
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به: بشر بن إبراهيم".
وهذا حديث باطل، موضوع بهذا الإسناد؛ إنما يرويه يزيد بن هارون [ثقة متقن]، عن الحجاج بن حسان [لا بأس به]، عن مقاتل بن حيان [ثقة، يروي عن التابعين] رفعه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن جاء رجل فلم يجد أحدًا، فليختلج إلبه رجلًا من الصف، فليقم معه، فما أعظم أجر المختلج".
أخرجه أبو داود في المراسيل (٨٣)، ومن طريقه: البيهقي (٣/ ١٠٥).
وهذا معضل، سقط من إسناده على أقل الأحوال: صحابي وتابعي.
٣ - حديث أبي هريرة:
يرويه عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي البصري، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يصلي خلف الصفوف وحده، فقال: "أعد الصلاة".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٤٤ - ٤٥)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢٨٣/ ٥٣٢٣).
قال ابن حبان: "عبد الله بن محمد بن القاسم، مولى جعفر بن سليمان الهاشمي: يروي عن يزيد بن هارون المقلويات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، ثم ساق له هذا الحديث.
وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عبد الله بن محمد العبادي".
قلت: هو حديث باطل؛ لتفرد العبادي هذا به.
• ومن فقه حديث الباب:
هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم:
١ - فقال بصحة الصلاة فذًا خلف الصف:
الحسن البصري، ومالك، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، والليث بن سعد، والشافعي، وأبو حنيفة [المدونة (١/ ١٠٦)، الأصل (١/ ١٩٧)، مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ١٢)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٣٦٠/ ١٧٤٧)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٥٠١/ ٦١٥٣)، جامع الترمذي (٢٣٠)، الأوسط (٤/ ١٨٣)، سنن البيهقي (٣/ ١٠٥)، الاستذكار (٢/ ٣١٥)، فتح الباري لابن رجب (٥/ ١٧)، وغيرها كثير].