للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أنه ترك الاتصال بالصفوف، وصلى خلف القوم في صف وحده، وكان الواجب عليه أن يكمل الصف الناقص، ويصاف الناس، بدلًا من أن يقف منفردًا في صف وحده، والله أعلم.

• وقد اختلف الأئمة في حديث عمرو بن مرة، وحديث حصين؛ أيهما أصح؟

أ- فذهب أحمد وأبو حاتم إلى ترجيح رواية عمرو بن مرة:

قال أبو محمد الدارمي: "كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة".

فإن قيل: قال عبد الله بن أحمد في المسند (٤/ ٢٢٨) بعد حديث حصين: "وكان أبي يقول بهذا الحديث".

فيقال: قاله في آخر مسند وابصة، فيظهر منه أنه أراد عموم حديث وابصة، لا خصوص حديث حصين مرجحًا له على حديث عمرو بن مرة، فيأتلف بذلك النقلان عن الإمام، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٠٠/ ٢٧١): "سألت أبي عن حديث رواه حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة: أن رجلًا صلى خلف الصف وحده، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعيد. ورواه عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: عمرو بن مرة أحفظ".

ب- وذهب الدارمي والترمذي إلى ترجيح رواية حصين:

قال الدارمي: "كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد"، يعني: المتابع لحديث حصين.

وقال الترمذي في الجامع (٢٣٠): "وحديث وابصة حديث حسن،. . .، وروى حديثَ حصين عن هلال بن يساف غيرُ واحد، مثل رواية أبي الأحوص، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالًا قد أدرك وابصة، فاختلف أهل الحديث في هذا:

فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد: أصح.

وقال بعضهم: حديث حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد: أصح.

[قال أبو عيسى]: وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد".

وقال نحوه في العلل الكبير (٩٥)، وانظر: مختصر الأحكام للطوسي (٢/ ٦٣)، تاريخ دمشق (٦٢/ ٣٣٤).

ج- وذهب ابن حبان وابن حزم إلى أن كلا الطريقين محفوظ:

<<  <  ج: ص:  >  >>