للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أن يكون ما ذكرنا من قرب أولى الفهم من الشيخ، فيفسح له، ولا ينبغي له أن يتبطأ، ثم يتخطى إلى الشيخ، ليرى الناس موضعه منه، فهذا مذموم، ويجب لكل من علم موضعه أن يتقدم إليه بالتبكير" [التمهيد (١/ ٣١٦)].

وقال البغوي في شرح السنة (٣/ ٣٧٦): "وإنما أمر أن يليه أولو النهى ليعقلوا عنه صلاته، ويخلفوه في الإمامة إن حدث به عارض".

وقال ابن العربي في أحكام القرآن (٣/ ١٠٣): "ومجاورة الإمام لا تكون لكل أحد، وإنما هي كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليليني منكم أولو الأحلام والنهى" فما يلي الإمام ينبغي أن يكون لمن كانت هذه صفته، فإن نزلها غيره أُخِّر له، وتقدم هو إلى هذا الموضع؛ لأنَّه حقه بأمر صاحب الشريعة، كالمحراب هو موضع الإمام تقدم أو تأخر".

وقال النووي في شرح مسلم (٤/ ١٥٥): "في هذا الحديث: تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام؛ لأنَّه أولى بالإكرام، ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس، وليقتدي بأفعالهم من وراءهم، ولا يختص هذا التقديم بالصلاة؛ بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس، كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها، ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب". وانظر أيضًا: المغني (٢/ ٢٦).

***

٦٧٦ - . . . معاوية بن هشام: حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وملائكته يصلُّون على ميامِن الصفوف".

• حديث شاذ بهذا اللفظ: "على ميامن الصفوف".

أخرجه ابن ماجة (١٠٠٥)، وابن حبان (٥/ ٥٣٣/ ٢١٦٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (٧٦٨)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٥٩)، والبيهقي (٣/ ١٠٣)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٧٤/ ٨١٩).

قال البيهقي: "كذا قال، والمحفوظ بهذا الإسناد: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وملائكته يُصَلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف".

قلت: قد اختلف فيه على سفيان الثوري:

أ - فرواه معاوية بن هشام [صدوق، كثير الخطأ، قريب من قبيصة والفريابي في الثوري. التهذيب (٤/ ١١٢)] عن سفيان الثوري به هكذا، وتفرد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>