قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٥): "وهذا يدل على أنه يثاب على المشي في رجوعه من المسجد إلى منزله".
• ومما جاء في الصحيحين أو أحدهما في فضل المشي إلى المساجد وكثرة الخطا، غير ما سيأتي ذكر. قريبًا في الباب:
١ - حديث جابر، وله طريقان:
أ- أبو الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال: كانت ديارُنا نائيةً عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا؛ فنقتربَ من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"إن لكم بكل خُطوةٍ درجةً".
أخرجه مسلم (٦٦٤)، وأحمد (٣/ ٣٣٦)، وعبد بن حميد (١٠٥٨).
ب- عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: خلتْ البقاعُ حول المسجد، فأراد بنو سَلِمة أن ينتقلوا إلى قُرْب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم:"إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قُرْبَ لمسجد" قالوا: نعم يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قد أردنا ذلك، فقال:"يا بني سَلِمة ديارَكم تُكتبْ آثارُكم، ديارَكم تُكتبْ آثارُكم".
وفي رواية: أراد بنو سَلِمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، قال: والبقاع خاليةٌ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"يا بني سَلِمة ديارَكم تُكتبْ آثارُكم" فقالوا: ما كان يسُرُّنا أنا كنا تحوَّلْنا.
أخرجه مسلم (٦٦٥)، وأبو عوانة (١/ ٣٢٣/ ١١٤٨ و ١١٤٩)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢٦١/ ١٤٩١)، وابن خزيمة (١/ ٢٣٠/ ٤٥١)، وابن حبان (٥/ ٣٩٠/ ٢٠٤٢)، وأحمد (٣/ ٣٣٢ و ٣٧١ و ٣٩٠)، وأبو يعلى (٤/ ١١٥/ ٢١٥٧)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٢/ ١٥٤)، والدولابي في الكنى (٢/ ٩١٤/ ١٦٠٥)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٢٥٤)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٨١٧)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٦٩/ ١٢٤٨)، والطبراني في الأوسط (٤/ ٣٤١/ ٤٣٧٩) و (٥/ ٣٣/ ٤٥٩٦)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ١٠٠) و (٩/ ٣٢١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٦٤)، وفي الشعب (٣/ ٦٧ / ٢٨٨٨ و ٢٨٨٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٣٧١).
وانظر في الأوهام: علل الدارقطني (١٣/ ٣٩٧/ ٣٢٩٢)، جامع الترمذي (٣٢٢٦)، مستدرك الحاكم (٢/ ٤٢٨)، مصنف عبد الرزاق (١/ ٥١٧/ ١٩٨٢)، تفسير ابن جرير الطبري (٢٢/ ١٥٤)، تفسير ابن أبي حاتم (١٠/ ٣١٩٠/ ١٨٠٣٧)، شعب الإيمان (٣/ ٦٧/ ٢٨٩٠)، أسباب النزول للواحدي (٣٦٥).
٢ - حديث أنس:
رواه حميد، عن أنس: أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن ديارهم فيبنوا قرب المسجد، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُعْرُوا المدينةَ؛ فقال:"يا بني سلمة! ألا تحتسبون آثاركم؟ "[فأقاموا].