ورواه يحيى بن عبد الحميد الحماني [حافظ؛ إلا أنه اتهم بسرقة الحديث]، ودلَّس المعلي بن هلال بن سويد حتى لا يعرف، لأنه كان مشهورًا بالكذب ووضع الحديث، فسماه عليًّا، ونسبه إلى جده.
قال يحيى بن عبد الحميد: حدثنا علي بن سويد، عن نفيع أبي داود، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره مطولًا.
أخرجه الخطيب في الكفاية (٣٦٨)، والموضح (٢/ ٤٨٦).
قال البرذعي:"وقال لي أبو زرعة: قلت: لابن نمير شيخ يحدث عنه الحماني، يقال له علي بن سويد، فقال: لم تفطن من هذا؟ قلت: لا، قال: هو معلى بن هلال، جعل الحماني معلى عليًّا، ونسبه إلى جده، وهو معلى بن هلال بن سويد" [سؤالات البرذعي (٣٦٦)، ونقله الخطيب في الكفاية والموضح].
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث الحماني هذا؟ فقال أبو حاتم:"قال ابن نمير: إن علي بن سويد هذا هو: معلى بن هلال بن سويد، جعل معلى علي، وترك هلال من الوسط، ونسب علي إلى جده" قال ابن أبي حاتم: "قال أبي: ونفس الحديث كأنه موضوع" [لعلل (١/ ١٠٦/ ٢٨٦)].
• وحاصل ما تقدم: أن حديث أبي هريرة: حديث صحيح؛ بمجموع طرقه، وشواهده من مرسل عطاء، وحديث ابن عمر أو مرسل مجاهد [المختلف فيه على الأعمش]، وذلك باستثناء الأوهام والمناكير والأباطيل والموضوعات، مثل حديث البراء، وحديث أنس، وحديث أبي أمامة، وحديث جابر، والله أعلم.
***
٥١٦ - . . . مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ؛ حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يَخْطُرَ بين المرء ونفسه، ويقول: اذْكُرْ كذا، اذْكُرْ كذا، لِمَا لم يكن يذكر، حتى يظَلَّ الرجل إنْ يدري كمْ صلَّى".
• حديث متفق على صحته.
"إن" هنا بمعنى: ما النافية، وهي كذلك في موطأ القعنبي (١٠٠): "ما يدري". وفي موطأ الحدثاني (٧٣): "لا يدري". وفي باقي روايات الموطأ:"إن يدري" [موطأ أبي مصعب الزهري (١/ ٧٤/ ١٨٤)، موطأ ابن القاسم (٣٢٤ - تلخيص القابسي)، موطأ يحيى