وأبو يحيى الزعفراني هو: جعفر بن محمد بن الحسين بن زياد: ثقة مفسر [انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٤٨٨)، تاريخ بغداد (٧/ ١٨٤)، السير (١٤/ ١٠٨)].
ب- قال الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٧٨/ ٧٤٩٣): حدثنا محمد بن شعيب: ثنا عبد الرحمن بن سلمة: نا أبو زهير: نا الحسن بن سالم بن أبي الجعد، قال: سمعت نعيم بن أبي هند: نا ربعي بن حراش: حدثني حذيفة بن اليمان، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أُعطيتُ آيات من بيت كنز تحت العرش، لم يعطهن نبيٌّ قبلي ولا يعطاها أحدٌ بعدي، وجعلت لي الأرض مسجدى وطهورًا، وجعلت صفوفنا على مثل صفوف الملائكة، وأُيّدتُ بالرعب من مسيرة شهر" ثم قرأ الآيات من آخر البقرة {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: ٢٨٤] حتى ختم السورة.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد إلا: أبو زهير".
قلت: أبو زهير، هو: عبد الرحمن بن مغراء الدوسي الكوفي: صدوق، حدث عن الأعمش بما لم يتابع عليه، وله عن غير الأعمش غرائب [انظر: التهذيب (٢/ ٥٥٤)، الميزان (٢/ ٥٩٢)، مختصر الكامل (١١١٥)].
ولكنه لم ينفرد هنا بهذا الحديث عن الحسن بن سالم:
فقد تابعه عليه: عيسى بن يونس [ثقة مأمون]، سمع الحسن بن سالم بن أبي الجعد، سمع نعيم بن أبي هند، عن ربعي، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣٩٩).
هكذا في المطبوع: "ربعي، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -"، قال العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني في الحاشية: "كأنه سقط من هنا "حذيفة سمع"؛ فإن ربعيًّا تابعي اتفاقًا، والله أعلم".
قلت: وهو احتمال قوي، إن صح كانت متابعة عيسى بن يونس لأبي زهير تامة، وبها يصح الحديث.
والحسن بن سالم بن أبي الجعد: قال ابن معين: "صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ٢٩٥)، الجرح والتعديل (٣/ ١٥)، الثقات (٦/ ١٦٤)].
ونعيم بن أبي هند: كوفي تابعي ثقة، رواه عن ربعي فقال: "وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا"، فلم يذكر التربة، ولم يختلف عليه في لفظه -فيما وقفت عليه-، بينما اختلف على أبي مالك الأشجعي في لفظه.
فكيف يعتمد بعد ذلك على رواية "ترابها"؟ وهي رواية وَهِم فيها راويها، فيؤخذ منها المنع من التيمم بغير التراب!، وعلى فرض ثبوتها فقد تقدم الكلام على توجيه معناها وأنه لا مفهوم لها: تحت الحديث السابق برقم (٣٣١).
٣ - حديث أبي هريرة؛ وله أسانيد: