أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٢٤/ ١٦٥٩) عن ابن عيينة. والطحاوي (١/ ١٤) من طريق إبراهيم بن بشار: ثنا ابن عيينة به.
ورواها معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: بال أعرابي ... فذكره.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٢٥/ ١٦٦٢).
وكلاهما من مراسيل طاووس، ورجالها ثقات.
• وفي الأمر بحفر المكان وإلقاء التراب: إسنادان آخران: أحدهما: مسند، والآخر: مرسل:
أما المسند فيرويه:
أبو بكر بن عياش: حدثنا سمعان بن مالك، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: جاء أعرابي فبال في المسجد، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكانه فاحتفر، فصب عليه دلو من ماء، فقال الأعرابي: يا رسول الله! المرء يحب القوم ولما يعمل عملهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء مع من أحب". وقال في رواية: عن سمعان المالكي.
وفي أخرى: نا المعلى المالكي، عن شقيق، عن عبد الله، قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شيخ كبير، فقال: يا محمد! متى الساعة؟ فقال: "وما أعددت لها؟ قال: لا، والذي بعثك بالحق نبيًّا، ما أعددت لها من كبير صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله، قال: "فإنك مع من أحببت"، قال: فذهب الشيخ فأخذ يبول في المسجد، فمر عليه الناس فأقاموه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه، عسى أن يكون من أهل الجنة"، فصبوا على بوله الماء.
أخرجه أبو يعلى (٦/ ٣١٠ - ٣١١/ ٣٦٢٦)، والطحاوي (١/ ١٤)، والبزار (٥/ ١٦١/ ١٧٥٣)، والدارقطني (١/ ١٣٢)، وابن الجوزي في التحقيق (٦٠).
قال الدارقطني بعد الرواية الأولى: "سمعان: مجهول".
وقال بعد الأخيرة: "المعلى: مجهول".
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٣١٦): "سمعت أبا زرعة يقول: الحديث الذي رواه سمعان بن مالك، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بول الأعرابي في المسجد، وما أمر بحفر موضع البول: إنه حديث منكر، وسمعان: ليس بالقوي".
وقال أبو زرعة في العلل لابن أبي حاتم (٣٦): "هذا حديث ليس بقوي".
وقال ابن الجوزي في التحقيق (٦٠): "قال أبو زرعة: هذا الحديث: منكر، وسمعان: ليس بالقوي، قلت: وأبو هشام الرفاعي: ضعيف، قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: لا أصل لهذا الحديث".
قلت: توبع أبو هشام الرفاعي، تابعه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وأحمد بن عبد الله بن يونس؛ والبلية فيه من سمعان بن مالك.