للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الزهري، وقد أكد لسامعيه حفظه للحديث هكذا: عن سعيد بن المسيب، وقد توبع عليه كما تقدم، وصححه الترمذي وابن خزيمة.

إلا أن ابن عيينة وهم في قوله: "فصلى، فلما فرغ قال"، والذي يدل على أن الأعرابي قال هذا بعد فراغه من الصلاة، وهو مخالف لرواية جماعة الحفاظ عن الزهري: الزبيدي، ويونس، وشعيب، ومعمر، حيث قالوا في روايتهم: فقال أعرابي وهو في الصلاة: ... ، وفيها: فلما سلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: ... ، وهذا هو المحفوظ، ورواية ابن عيينة شاذة لاتحاد المخرج، وعدم إمكان القول بتعدد الواقعة، والله أعلم.

وانظر: طرح التثريب (٢/ ١٢٥).

• وهذا الحديث باللفظ المحفوظ: مما استدل به العلماء على عدم بطلان صلاة من تكلم في صلاته عامدًا بكلام محرم، وهو جاهل بحرمة ذلك عليه، فإن هذا الأعرابي سأل الله تعالى أن لا يرحم أحدًا من خلقه إلا نفسه والنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الدعاء حرام لكن لما كان الأعرابي جاهلًا بتحريم ذلك، لم يأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة، واكتفى بتعليمه [نظر: مجموع الفتاوى (٢١/ ١٦٢)].

• وحديث أبي هريرة هذا؛ رواه أيضًا:

محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: دخل أعرابي المسجد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فقال: اللَّهُمَّ اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "لقد احتظرت واسعًا"، ثم ولى حتى إذا كان في ناحية المسجد فشج يبول، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنما بني هذا البيت لذكر الله والصلاة، وإنه لا يبال فيه"، ثم دعا بسجل من ماء، فأفرغه عليه، قال: يقول الأعرابي بعد أن فقه: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إليَّ -بأبي هو وأمي- فلم يسبَّ، ولم يؤنِّب، ولم يضرب.

أخرجه ابن ماجه (٥٢٩)، وابن حبان (٣/ ٢٦٥/ ٩٨٥) و (٤/ ٢٤٨/ ١٤٠٢)، وأحمد (٢/ ٥٠٣)، وابن أبي شيبة (١/ ١٧٧/ ٢٠٣٢)، والبزار (١٤/ ٣٠١/ ٧٩١٥)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٦٦)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١١٧).

وإسناده حسن.

وانظر فيمن وهم فيه: البزار (١٤/ ٣٠١/ ٧٩١٦).

• وقد اتفق الشيخان على إخراج حديث قصة بول الأعرابي في المسجد من حديث أنس بن مالك، من طرق عنه:

١ - حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس: أن أعرابيًّا بال في المسجد، فقام إليه بعض القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه، ولا تزرموه"، قال: فلما فرغ دعا بدلو من ماء، فصبه عليه.

أخرجه البخاري (٦٠٢٥)، ومسلم (٢٨٤/ ٩٨)، وأبو عوانة (١/ ١٨٣/ ٥٧٠ و ٥٧١)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٣٤٣/ ٦٥٢)، والنسائي (١/ ٤٧ و ١٧٥/ ٥٣ و ٣٢٩)،

<<  <  ج: ص:  >  >>