وقد كان الرسول يرى حقوقا ... عليه لأهلها وهو الرسول
فطلبه الحسن فهرب منه، ثم لم يشعر إلا وهو ماثل بين يديه يقول:
[وافر]
سيأتي عذري الحسن بن زيد ... وتشهد لي بصفّين القبور
قبور لو بأحمد أو عليّ ... يلوذ مجيرها حفظ المجير
هما أبواك من وضعا تضعه ... وأنت برفع ما رفعا جدير
فاسخفّ الحسن كرمه، فقام إليه فبسط له رداءه وأجلسه عليه.
وفي كتاب لمعتذر: علوّ الرّتبة واتّساع القدرة وانبساط اليد بالسّطوة، ربما أنست ذا الحنق المحفظ «١» من الأحرار فضيلة العفو وعائدة الصّفح وما في إقالة المذنب واستبقائه من حسن السماع وجميل الأحدوثة، فبعثته على شفاء غيظه، وحرّكته، على تبريد غلّته، وأسرعت به إلى مجانبة طباعه وركوب ما ليس من عادته. وهمّتك تجلّ عن دناءة الحقد، وترتفع عن لؤم الظّفر.
وفي فصل: نبت «٢» بي عنك غرّة الحداثة «٣» فردّتني إليك الحنكة، وباعدتني عنك الثقة بالأيام فأدنتني إليك الضرورة، ثقة بإسراعك إليّ وإن كنت أبطأت منك، وقبولك العذر وإن كانت ذنوبي قد سدّت عليك مسالك الصّفح؛ فأيّ موقف هو أدنى من هذا الموقف لولا أن المخاطبة فيه لك! وأيّ خطّة هي أودى بصاحبها من خطّة أنا راكبها لولا أنها في رضا لك!.
أوقع «٤» الحجّاج يوما بخالد بن يزيد يعيبه وينتقصه وعنده عمرو بن عتبة: