فيمن لا يلزمني حقّه. وأعيذك بالله من بدار «١» إلى حكم يوجب الاعتذار، فإنّ الأناة «٢» سبيل أهل التّقى والنّهى؛ والظنّ والإسراع إلى ذوي الإخاء ينتجان الجفاء، ويميلان عن الوفاء إلى اللّفاء «٣» .
قال إسماعيل بن عبد الله وهو يعتذر إلى رجل في آخر يوم من شعبان:
والله فإنّي في غبّر «٤» يوم عظيم، وتلقاء ليلة تفترّ «٥» عن أيام عظام، ما كان ما بلغك.
وقرأت في كتاب معتذر: إنك تحسن مجاورتك للنعمة، واستدامتك لها، واجتلابك ما بعد منها بشكر ما قرب، واستعمالك الصفح لما في عاقبته من جميل عادة الله عندك؛ ستقبل العذر على معرفة منك بشناعة الذنب، وتقيل العثرة «٦» وإن لم تكن على يقين من صدق النيّة، وتدفع السيئة بالتي هي أحسن.
اعتذر رجل إلى جعفر بن يحيى البرمكي، فقال له جعفر: قد أغناك الله بالعذر منّا عن الاعتذار، وأغنانا بالمودّة لك عن سوء الظن بك.
وقال بعض الشعراء:[طويل]
إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائبا ... إليك فلم تغفر له فلك الذنب
كان الحسن بن زيد بن الحسن واليا للمنصور على المدينة، فهجاه ورد