للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا بد من الشهادة أنه رسول إلى جميع الناس، وهذه ـ أيضا ـ من ضرورات الدين، قال تعالى: «قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً» «وما أرسلناك إلَّا كافَّةً للنَّاس» «تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً» «وما أرسلناك إلى رحمةً للعالمين».

فمن اعتقد أن أحدًا يسعه الخروج عن شريعة محمد فهو كافر، فضلا عن من ادعى ذلك لنفسه.

ومن اعتقد أن اليهود والنصارى لا يلزمهم اتباع محمدٍ فهو كافر، قال النبي : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) (١)، وقال : (لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي) (٢)

وعيسى ينزل في آخر الزمان، ويحكم بشريعة محمد (٣).

فشريعة محمد، ودعوة محمد لازمة لجميع البشرية، ولا يسع أحدًا الخروجُ عن شريعته .

قوله: (وإمام الأتقياء)

الأتقياء: جمع تقي، وإمامهم ـ أي ـ مُقدّمَهُم، فجميع المتقين من النبيين فمن دونهم إمامهم مطلقا محمد ، لكن يمكن للإنسان أن يكون إماما لجنس من المتقين، ولهذا كان من دعاء عباد الرحمن: «واجعلنا للمتقين إماماً» [الفرقان: ٧٤] فيمكن أن تقول: اللهم اجعلني إماما للمتقين ـ أي ـ قدوة في الخير، ويقتدي به المتقون.


(١) رواه مسلم (١٥٣) من حديث أبي هريرة .
(٢) رواه ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٥٩، وأحمد ٣/ ٣٣٨ من حديث جابر ، وانظر: إرواء الغليل ٦/ ٣٤.
(٣) رواه مسلم (١٥٥) من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>