للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب» والعاقب الذي ليس بعده نبي. (١)

وأسماؤه أعلام وصفات، فاسمه محمد علم وصفة يدل على كثرة محامده، وكثرة حامديه؛ لأنه اسم مفعول من حُمِّد، وهو أبلغ من حُمِد. (٢)

وقوله: (وإن محمدا عبده المصطفى)

مما تجب الشهادة به للنبي أنه عبد الله «وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا» [الجن: ١٩] «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ» [الإسراء: ١] «وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا» [البقرة: ٢٣] «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ» [الفرقان: ١] في هذه الآيات وصفٌ له، وثناء عليه بالعبودية، وهي العبودية الخاصة، وفيها إضافته إلى ربه فالله أضافه في هذه المواضع إلى نفسه إضافة تشريف، فهو أكمل الناس وأقومهم بالعبودية لله، فلا بد في الشهادة من شهادة أنه عبد الله ورسوله خلافا لمن يغلوا فيه ويجعل له بعض خصائص الإلهية.

وقوله: (المصطفى) المختار، والاصطفاء، والاختيار: طلب خير الشيئين.

وقوله: (ونبيه المجتبى) هو عبدٌ نبيٌ منبأٌ بالوحي الذي أنزله الله إليه، قال تعالى: «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ» [النساء: ١٦٣].

والاجتباء: قريب من معنى الاصطفاء.

وقوله: (ورسوله المرتضى) فهو نبي رسول ، والمرتضى: الذي ارتضاه الله، قال : «إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا» [الجن: ٢٧].


(١) رواه البخاري (٤٨٩٦)، ومسلم (٢٣٥٤) ـ واللفظ له ـ من حديث جبير بن مطعم .
(٢) انظر: جلاء الأفهام ص ١٨٣.

<<  <   >  >>