للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال وهب بن زَمْعة المَرْوَزِي: حدَّثَ جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد! تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر? فغضب، وقال: أنا مثل عبد الله، أحمل علم أهل خراسان، وعلم أهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام.

قال أحمد بن أبي الحَوَاري: جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه. فقال الشريف لغلامه: قم، فإن أبا عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا. فلما قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن، تفعل هذا، ولا ترى أن تحدثني؟ فقال: أذل لك بدني، ولا أذل لك الحديث.

روى المسيَّب بن واضح: أنه سمع ابن المبارك -وسأله رجل عمن يأخذ- فقال: قد يلقى الرجل ثقة، وهو يحدث عن غير ثقة، وقد يلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون: ثقة عن ثقة.

عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت نعيم بن حماد يقول: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: "حدثنا"، كان يرى "أخبرنا" أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفًا إذا قرأ.

وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادًا في العبادة.

الحسن بن الربيع: قال ابن المبارك في حديث ثوبان، عن النبي : "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم" (١): يفسره حديث أم سلمة: "لا تقتلوهم ما صَلَّوا" (٢).

واحتج ابن المبارك في مسألة الإرجاء، وأن الإيمان يتفاوت، بما روي عن ابن شوذب، عن سلمة بن كُهَيل، عن هُزَيل بن شُرحبيل، قال: قال عمر: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض، لرجح.

قلت: مراد عمر أهل أرض زمانه.

نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون.


(١) ضعيف: سبق تخريجنا له في هذا الجزء بتعليقنا رقم "٣٣٨" فراجعه ثمَّت.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "١٨٥٤"، وأبو داود "٤٧٦٠"، والترمذي "٢٢٦٦"، وأحمد "٦/ ٢٩٥ و ٣٠٢ و ٣٠٥ و ٣٢١" من حديث أم سلمة؛ أن رسول الله قال: "ستكونُ أمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سَلمَ، ولكن من رضي وتابع". قالوا: أفلا نُقاتلهم؟ قال: "لا. ما صَلَّوا". واللفظ لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>