للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤ - الزيادة في قَدْرِ الصَّحيح: وذلكَ لِمَا يقعُ مِن ألفاظٍ زائِدَةٍ، وتَتِماتٍ في بعضِ الأحاديث.

من ذلك مارواهُ البُخاريُّ: حدَّثنا مُعَاذُ ابنُ فُضَالةَ، قَالَ: حَدَّثنا هِشَامٌ، عن يحيى، عن مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ بن الحارِثِ، قَالَ: حَدَّثني عيسى بنُ طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُعاويةَ يومًا فَقَالَ: مثلهُ إلى قولهِ: "وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله".

وَحدَّثنا إسحاقُ بنُ رَاهويه، قَالَ: حَدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثنا هِشَامٌ، عن يحيى نحوه.

قَالَ الحافظ ابنُ حجرٍ: وقد وقع لنا هذا الحديث مِن طُرقٍ عن هِشامٍ، منها للإسماعيليِّ مِن طريقِ مُعاذِ بن هشامٍ، عن أبيهِ، عن يحيى، حدَّثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدَّثنا عيسى بن طلحةَ، قَالَ: دخلنا على مُعاويةَ، فنادى مُنَادٍ بِالصَّلاةِ، فَقَالَ: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، فَقَالَ مُعاويةُ: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله، فَقَالَ مُعاويةُ: وَأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا الله، فَقَالَ: أشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله، فَقَالَ مُعاويةُ: وأنا أشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ الله.

قَالَ يحيى: فحدَّثني صاحِبٌ لنا: أَنَّهُ لمَّا قالَ: حَيَّ على الصَّلاةِ، قَالَ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قَالَ: هكذا سَمِعنا نبيكم. انتهى

فاشتمل هذا السِّياق على فوائدَ:

أحدها تصريح يحيى بنُ أبي كثيرِ بالسَّماعِ لهُ مِن محمد ابن إبراهيم، فَأَمِنَ ما يُخشى مِن تدليسهِ.

ثانيها: بيان ما اختصر مِن رِوايتي البُخاريِّ.

ثالثهما: أنَّ قولهُ في الرِّواية الأولى: أنَّهُ سمع مُعاوية يومًا فَقَالَ مثلهُ. فيه حَذْفٌ تقديرهُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعاويةَ يَسْمَعُ المؤذِّنَ يومًا فَقَالَ مثله.

رابعها: أنَّ الزِّيادةَ في رواية وَهْبِ ابنِ جَرِيرٍ لم ينفرد بها لِمُتابعة مُعاذ بن هِشامٍ لهُ.

خامسها: أنَّ قولهُ: "قَالَ يحيى" ليس تَعليقًا مِنَ البُخاريِّ كما زَعم بعضهم، بل هو عندهُ بإسناد إسحاق. وأبدى الحافظ قطب الدِّين احتمالًا أنَّه عندهُ بإسنادينِ، ثُمَّ إِنَّ إسحاق هذا لم يُنسب، وهو ابنُ راهويه، كذلكَ صَرَّحَ بهِ أبو نُعيمٍ في "مُسْتَخْرَجِهِ"، وأخرجهُ مِن طريقِ عبدِ اللهِ بن شيرويه عنه.

٥ - تَمييزُ رواية المُخْتَلِط، وبيان زَمَنِها: وذلك أن تكونَ الرواية عَمَّن اختلطَ، ولَم يتَبَيَّن هل سَماع ذلك الحديث في هذهِ الرواية قبلَ الاختِلاط أو بعدَهُ؟ فَتُبَيِّنَهُ الطُّرُقُ الأُخرى، إمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>