للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختار جمهور الفقهاء العمل بهذه الرواية لوجوه (منها) اتفاق السبعة


= الأحوذى. وص ١٥٠ ج ١ - ابن ماجه و (قبل عباده) أى قبل السلام عليهم. فقبل ظرف. وفى رواية: قبل - بكسر ففتح - منصوب على نزع الخافض، أى السلام على الله من قبل عباده. ويؤيد هذا ما فى رواية لأحمد: قلنا السلام على الله من عباده. كأنهم رأوا السلام من قبيل الحمد. فجّوزوا ثبوته لله تعالى. لكن لما كان السلام بمعنى السلامة من الآفات والنقائص والله هو الذى يسلم منها من يشاء، فلا يدعى بالسلامة له. ولذا نهاهم النبى صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقزلزا السلام على الله فإن السلام اسم من أسمائه تعالى. ومعناه السليم من الشريك والنقائص، أو المسلم على عباده المؤمنين ىف الجنة، أو المؤمن عباده من المخاوف والمهالك. و (فلان وفلان) يعنى جبريل وميكائيل. ففى رواية لأحمد وغيره: السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان .. وفى رواية لابن ماجه: السلام على فلان وفلان يعنون الملائكة (السلام علينا) هكذا أكثر الروايات فى حديث ابن مسعوزد بتعريف السلام فى الموضعين. وقد بالغ الحافظ فى الفتح فقال: لم يقع فى شئ من طرق حديث ابن مسعود بحذف اللام أهـ لكن قال فى التلخيص: ووقع فى رواية النسائى سم علينا بالتنكير. وفى رواية للطبرانى: سلام عليك أهـ. وأل فى السلام للعهد الذهنى أى السلام - الذى وجه على الرسل والأنبياء - عليك أيها النبى. والسلام - الذى وجه إلى الأمم السالفة - علينا وعلى عباد الله الصالحين. ويحتمل أن تكون أل للجنس، أى حقيقة السلام - الذى يعرفه كل واحد عليك - أيها النبىِّ وعلينا وعلى عباد الله الصالحين (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) قدم العبودية على الرسالة، لأنها أسبق وأبقى وأشرف الصفات. فإنها الرضا بما يفعله الرب تعالى وتبقى فى الآخرة دون الرسالة (قال) عطاء: بينا النبى صلى الله عليه وسلم يعلم التشهد إذ قال رجل: وأشهد أن محمدا ورسوله وعبده - فقال صلى الله عليه وسلم: لقد كنت عبدا قبل أن أكون رسولا. قل عبده ورسوله - أخرجه عبد الرزاق مرسلا بسند رجاله ثقات (انظر ص ٢١٤ ج ٢ - فتح البارى) و (قال) ابن عبد الملك: روى أنه صلى الله عليه وسلم لما عرج به أثنى على الله تعالى بهذه الكلمات، يعنى التحيات لله الخ فقال الله تعالى: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته - فقال صلى الله عليه وسلم: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فقال جبريل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (انظر ص ٧٤ ج ٦ - المنهل العذب).