للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: رُويت أحاديث فى التشهد مختلفة. وكان هذا أحب إلىّ، لأنه


= التعظيم وصفاته. وجمعها لأنّ كل واحد من الملوك يُحياَّ بتحية مخصوصة. فقيل هنا جميع تحياتهم لله تعالى وهو المستحق لها حقيقة. و (المباركات) جمع مباركة، أى كثيرة الخير (الصلوات الطيبات) بحذف حرف العطف اختصارا. و " الصلوات " العبادات البدنية. وقيل المراد بها الرحمة، أى أن العبادات البدنية مستحقة لله تعالى. والرحمات هو المتفضل بها دون سواه. و " الطيبات " العبادات المالية، أو ك قول وعمل ووصف صالح خالص لله تعالى. ولذا كان طيبا. " وأما " قوله (السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته) " فهو " حكاية سلام الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ردا لما أثنى به النبى صلى الله عليه وسلم على ربه جل شأنه ليلة الإسراء.

هذا والسلام معناه الأمان من سلم الله عليه أى أعطاه الأمان وسلمه من الآفات. وقيل السلام أسم من أسمائه تعالى، أى السلام حافظ لك من الآفات. والمراد بالرحمة الإحسان منه تعالى. والبركة النماء والزيادة من الخير. وجمع البركة دون السلام والرحمة، لأنهما مصدران. ثم أن النبى صلى الله عليه وسلم أعطى سهما من هذه التحية الإلهية لإخوانه الأنباء والملائكة والصالحين من الإنس والجن، لأنه قوله (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) يعمهم، لقوله عليه الصلاة والسلام فى حديث ابن مسعود " فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح فى السماء والأرض " فينبغى للمصلى أن يستحضر بذلك جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين، ليتوافق لفظه وقصده.
(قال) الحكيم الترمذى: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذى يسلمه الخلق فى الصلاة فليكن عبداً صالحاً، والإحرام هذا الفضل العظيم. انظر ص ٢١٣ ج ٢ - فتح البارى. والمراد بقوله (السلام علينا) الحاضرون من الإمام والمأموم والملائكة. و " الصالحون " القائمون بحقوق الله تعالى وحقوق العباد. هذا. والحديث أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه بتعريف السلام فيهما. ورواه الشافعى والترمذى بالتنكير فيهما كرواية لأحمد. وفى رواية الدار قطنى بتعريف الأول وتنكير الثانى. وأخرجه الطبرانى بالعكس ولا خلاف فى جواز الأمرين وأن التعريف أفضل.
هذا. وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نفرد بالذكر لشرفه ومزيد حقه علينا، وأن نخص أنفسنا بعده بالسلام للاهتمام. ثم نعممه على الصالحين إرشادا إلى أنه ينبغى التعميم فى الدعاء (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله) أى =