للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أضعافا كثيرة" (١). وقال تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا" (٢).

(وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: "يا بن آدم أنفق أنفق عليك، وقال: يمين الله ملأي سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار" أخرجه مسلم (٣). {١٧٩}

(وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبق درهم مائة ألف درهم. قالوا وكيف؟ قال: لرجل درهمان تصدق بأحدهما وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق به" أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم وصححه (٤). {١٨٠}


(١) سورة البقرة: آية ٢٤٥.
(٢) آخر سورة المزمل.
(٣) انظر ص ٧٩ ج ٧ - نووي (الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف)، و (أنفق أنفق عليك) هو بمعنى "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه" فيتضمن الحث على الإنفاق في وجوه الخير والتبشير بالخلف من فضل الله (وسحاء) بالمد، أي دائمة الصب والهطل بالعطاء، يقال: سح يسح سحا فهو ساح، والمؤنث سحاء كهطلاء، وفي رواية: يمين الله ملأي سحا بالتنوين على المصدر (واليمين) هنا كناية عن محل العطاء وصفها بالامتلاء لكثرة منافعها فجعلها كالعين التي لا يفيضها الاستقاء ولا ينقصها الامتياح (نزع الماء) وخص اليمين لأنها في الأكثر مظنة العطاء على طريق المجاز والاتساع (أنظر ص ١٤٩ ج ٢ - نهاية) وقال الترمذي: روى عن مالك بن أنس وسفيان ابن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف (بصيغة الأمر من الإمراء، أي أجروها على ظاهرها ولا تعرضوا لها بتأويل ولا تحريف بل فوضوا الكيف على الله سبحانه وتعالى) وهكذا قول أهل العلم منن أهل السنة والجماعة (انظر ص ٢٣ ج ٢ - تحفة الأحوذي) (الليل والنهار) منصوبان على الظرفية.
(٤) انظر ص ٣٥٠ ج ١ - مجتبي (جهد المقل) وص ٤١٦ ج ١ - مستدرك، و (عرض المال) بضم العين: جانبه.