للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها: "يا عئشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان" أخرجه أحمد والبزار بسند حسن (١). {١٧٦}

(ومن) آثار الصدقة الاستظلال بها يوم القيامة وإكرام الله للمتصدق وتأمينه يوم الفزع الأكبر (روى) يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير مرثد بن عبد الله حدثه، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو يحكم بين الناس. قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا" أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم (٢). {١٧٧}

فتصدق أيها العاقل بفضل مالك يخلف الله عليك ويدعو لك الملك بالخلف ولا تمسك فيدعو عليك بالتلف فتكون من الهالكين وتندم ولا ينفعك الندم، قال الله تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" (٣).

(وعن) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا " أخرجه مسلم (٤). {١٧٨}

وقال تعالى: "من ذا الذي يقرض الله فرضا حسنا فيضاعفه له


(١) انظر ص ١٥٩ ج ٩ - الفتح الرباني، ص ١٠٥ ج ٣ - مجمع الزوائد (الحث على الصدقة).
(٢) انظر ص ٤١٦ ج ١ - مستدرك، وتقدم الحديث بهامش ص ١١٧ (فضل الزكاة) (وظل الصدقة) كناية عن إكرام الله للمتصدق في الموقف وتأمين خوفه (ويحتمل) أن يجسم الله الصدقة فيكون لها ظل يستظل به المتصدق من حر الشمس في الموقف (وفي الحديث) أن من لم يجد ما يتصدق به إلا الشيء القليل فليتصدق به فإن أجره عظيم ونفعه غميم، والعبرة بالإخلاص في العمل.
(٣) سورة سبأ: آية ٣٩.
(٤) انظر ص ٩٥ ج ٧ - نووي (كل نوع من المعروف صدقة).