(٢) تقدم ص ١١٦. (٣) المنافقون ١٠ و ١١ (والمعنى) أن الله تعالى "بعد ان نهى" المؤمنين عن أن تشغلهم دنياهم عن طاعة مولاهم، لئلا يكونوا من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة "أمرهم" بالإنفاق في سبييل الخير فقال "وأنفقوا" تصدقوا "مما رزقناكم" وقال ابن عباس: يريد الزكاة "من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول" سائلا الرجعة "رب لولا أخرتني" أمهلتني "إلى أجل قريب فأصدق" أي فأتصدق وأزكي مالي "وأكن من الصالحين" أي من المؤمنين، وقيل: المراد بالصلاح هنا الحج، فكل مفرط يندم عند الاحتضار ويسأل طول المدة ولو شيئا يسيرا ليستدرك ما فاته وهيهات كان ما كان واتى ما هو آت وكل بحسب تفريطه. أما الكفار فكما قال الله تعالى: "وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب ٤٤ نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ٤٥" سورة إبراهيم (وقال) تعالى: "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ٩٩ لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ على يوم يبعثون ١٠٠" سورة المؤمنون (وبرزخ) أي حائل بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا "والله خبير بما تعملون" أي عليم بمن يكون صادقا في قوله وسؤاله ومن لو ردوا لعادوا إلى شر مما كانوا عليه (قال) ابن عباس رضي الله عنهما: من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو يجب عليه فيه زكاة فلم يفعل يسأل ارجعة عند الموت، فقال رجل: يا بن عباس اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكفار، فقال: سأتلو عليكم بذلك قرآنا: "يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا مما رزقناكم .... " إلخ السنرة أخرجه الترمذي وقال: حدثنا عبد بن حميدنا عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن أبي حية عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. هكذا روى ابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن ابي جناب عن الضحاك عن ابن عباس من قوله ولم يرفعه، وهذا أصبح من رواية عبد الرزاق (وأبو جناب) اسمه يحيى بن أبي حية وليس بالقوى في الحديث (انظر ص ٢٠٢ ج ٤ - تحفة الأحوذي- سورة المنافقون).