للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) ابن عباس في قوله تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي" (١) الآية: جعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفا، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا. وكذا في جميع الفرائض والنوافل. وعن عقبة بن عامر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرىن كالمسر بالصدقة" أخرجه أحمد والثلاثة (٢). {١٧٤}

(١٥) صدقة التطوع

الصدقة عطية يراد بها الثواب من الله تعالى، وقد تقدم في فضلها والترغيب فيها أحاديث (فيسن) للإنسان التصدق بما ينتفع به ويثاب عليه ولو قليلا، قال الله تعالى: "فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره" (٣) (وعن) عدى بن حاتم أن النب صلى الله عليه وسلم قال: "من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" أخرجه أحمد ومسلم (٤). {١٧٥}

(وعن) عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال


(١) سورة البقرة: آية ٢٧١ (وما من نعما) في محل نصب تمييز، أي إن تظروا الصدقات فنعم شيئا إظهارها.
(٢) انظر ص ٢٠٢ ج ٩ - الفتح الرباني (صدقة السر) وص ٣٥٧ ج ١ - مجتبي (السر بالصدقة) وص ٢٦٣ ج ٧ - المنهل العذب المورود (رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل).
(٣) سورة الزلزة: آية ٧.
(٤) انظر ص ١٥٦ ج ٩ - الفتح الرباني (الحث على الصدقة) وص ١٠٠، ١٠١ ج ٧ نووي (والكلمة الطيبة) هي التي فيها تطييب قلب السائل وطاعة الله تعالى بالتسبيح والتحميد ونحوهما لما هو وقاية من النار.