للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولهذا) قال الأئمة الأربعة والجمهور: يسن دعاء آخذ الزكاة لرب المال. وأوجبه داود وبعض الشافعية لظاهر قوله تعالى: "وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم" (ورد) بأن هذا مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم لكون صلاته سكنا لهم بخلاف صلاة غيره، ولو كان الدعاء واجبا لأمر به النبي صلى الله عليه وسلم السعادة.

(جـ) يندب ستر الزكاة عن أعين الناس، لأن عمل السر أفضل إلا أن يكون الغالب تركها فيستحب الإظهار للاقتداء به. وقيل: إن إظهارها أفضل، وكذا سائر الفرائض، لكن يحرم قصد المحمدة (وأما) صدقة التطوع فيستحب فيها الإسرار لخبر: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (١) (فعده) من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظل عرشه.


(١) هذا بعض حديث (روى) أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل. وشاب نشأ في عبادة الله. ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه. ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه. ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" أخرجه أحمد والشيخان والنسائي (أنظر رقم ٤٦٤٥ ص ٨٨ ج ٤ فيض القدير).