للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة لهما فرخص لهما في قمص الحرير وقال: حسن صحيح (١). {١٦٥}

(دل) الحديث على أن الحرير ينفع للحكة والقمل والجرب ونحوها. وهو كثر المنافع يقوى القلب وينفع من كثير من أمراضه ومن غلبة المرة السوداء والأدواء الناشئة عنها ويقوى البصر إذا اكتحل به. والخام منه حار يابس أو رطب أو معتدل فملبوسه معتدل الحرارة قال الرازى: الإريسم (الحرير) اسخن من الكتان وأبرد من القطن وأقل حرارة منه ولذا صار نافعا من الحكة فإنها لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة فلذلك رخص النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه لمداواة الحكة، وثيابه ابعد عن تولد القمل فيها فإن مزاجها مخالف لمزاج ما يتولبد منه القمل (٢)

(١٨) الحلبة: (قال) ابن القيم: يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد سعد بن آبى وقاص بمكة فقال: " ادعوا له طبيبا فدعى الحارث بن كلدة فنظر إليه فقال: ليس عليه بأس فاتخذوا له فريقه وهى الحلبة مع تمر عجوة رطبة يطبخان فيحساهما ففعل ذلك فبرئ (والحلبة) حارة يابسة وإذا طبخت بالماء لينت الحلق والصدر والبطن وتسكن السعال والخشونة والربو وعسر النفس وتزيد في الباه وهى جيدة للريح والبلغم والبواسير وتنفع من أمراض الرئة وتستعمل لهذه الأدواء


(١) انظر ص ٥٢ ج ١٤ نووى مسلم (اباحة لبس الحرير لحكة) وص ٢٢٩ ج ١٠ فتح البارى (ما يرخص للرجال من الحرير للحكة) وص ٤٠ ج ٣ تحفة الأحوذى (لبس الحرير فى الحرب). (والحكة) بكسر فشد، نوع من الجرب وذكرت مثالا لاقيدا (وفى الحديث) دليل لجواز لبس الحرير للرجال للضرورة، وتقدم بيانه بصفحة ١٣٦ ج ٦ دين خالص طبعة ثانية (لبس الحرير لضرورة).
(٢) انظر ص ٨٨ ج ٣ زاد المعاد (علاج الجسم وما يولد القمل).