على رأسه فكانت فاطمة تغسل الدم عنه وعلى يسكب عليه الماء بالمجن. فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد
(١) (الرباعية) بوزن الثمانية، السن بين الثنية والناب (والبيضة) الخوذة توضع على الرأس و (أحد) بضمتين جبل فى الشمال الشرقى للمدينة على نحو ثلاثة أميال منها (كانت) غزوته فى شوال من السنة الثالثة للهجرة (يناير سنة ٦٢٥ م) (وحاصلها) أن قريشا لما أصابها ببدر ما أصابها اجتمع كثير منهم بأبي سفيان وقالوا إن محمدا قتل خيارنا وقد رغبنا فى ترك ربح أموالنا فى التجارة التى خرجنا منها الى بدر (وكان الربح خمسين ألف دينار) لنحارب به محمدا فنزل " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون " ٣٦ سورة الأنفال. فخرج أبو سفيان فى ثلاثة آلاف معهم مائتا فرس وسبع عشرة امرأة يضربن بالدفوف ويبكين قتلى بدر ويحرضن المشركين على القتال ونزلوا بذى الخليفة وأبى العباس أن يخرج معهم بل كتب إلي النبى صلى الله عليه وسلم يخبره بخروجهم لقتاله فأشار النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه بأن يتحصنوا بالمدينة ولا يخرجوا للعدو فإن جاء قاتلوهم على افواه الأزقة فألح قوم من فضلاء المسلمين بالخروج فدخل صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته (بفتح اللام وسكون الهمزة أى درعه) وخرج فوجدهم قد رجعوا عن رايهم وقالوا اصنع ما ترى. فقال: ما ينبغى للنبى اذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل. واستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم وسار فى منتصف شوال بعد صلاة الجمعة فى الف منهم عبد الله بن ابى فى ثلثمائه منافق وفى اثناء الطريق رجع المنافق بمن معه. فهم بنو حارثه من الأوس وبنو سلمة من الخزرج بالرجوع فشلا فثنبتهما الله .. ونزل (اذا همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون) ١٢٢ آل عمران. ومضى النبى صلى الله عليه وسلم بسبعمائه مشاة نزل بهم فى شعب أحد وجعل ظهره إلى احد ورتب الصفوف وأعطى مصعب بن عمير لواء المهاجرين وأسيد بن حضير لواء الأوس والحباب بن المنذر لواء الخزرج وعين الرماة خمسين عليهم عبد الله بن جبير وأمرهم أن يقفوا على الجبل لحماية ظهر المسلمين وقال لهم: لا تبرحوا مكانكم نصرنا أم غلبنا. ثم حصل القتال فقتل حمزة ارظاة بن شرحبيل حامل لواء العدو واشتغل بقتل سباع بن عبد العزى الخزاعى فكمن له وحشى عبد جبير فقتله رضى الله عنه وقتل ابن قمأة مصعب بن عمير حامل لواء المهاجرين فأخذه على =