للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهذا) والكي ثلاثة أنواع: (أ) كي الصحيح لئلا يمثل وهذا الذي قيل فيه " لم يتوكل من اكتوى " لأنه يريد أن يدفع القدر والقدر لا يدافع

(ب) كي الجرح إذا فسد والعضو إذا قطيع وهذا الذي يشرع أتتداوى به

(جـ) الكي لاحتمال أتتداوى به وهو خلاف الأولى لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق

(هذا) وقد تضمنت أحاديث الكي أربعة أمور: فعل النبي صلى الله عليه وسلم له. وعدم محبته له. والثناء على من تركه. والنهى عنه. ولا تعارض بينها لأن الفعل يدل على الجواز وعدم المحبة لا يدل على المنع بل يدل على أن تركه أولى وكذا الثناء على تاركه وأما النهى عنه فإما على سبيل الاختيار والتنزيه أو عما لا يتعين طريقا إلى الشفاء أو عما لا يحتاج إليه بل يفعل خوفا من حدوث الداء (١).

(١٤) الحمية: بكسر فسكون وهى منع المريض من تناول مالا يلائمه (٢) وهى نوعان: حمية الصحيح يمنعه عما يجلب المرض. وحمية المريض يمنعه عما يزيد المرض وبها تتمكن القوى من دفع المرض. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها وينهى عما يؤذى والأصل فيها قوله تعالى: " وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً " (٣) فحمى المريض من استعمال الماء لأنه يضره


(١) انظر ص ١١٩ ج ١٠ فتح البارى (من اكتوى أو كوى غيره) وص ٨٣ ج ٣ زاد المعاد (هدية صلى الله عليه وسلم فى الكى)
(٢) يقال حمى المريض ما يضره أى منعه إياه
(٣) المائدة: ىية ٦. و (الغائط) فى الصل المكان المنخفض والمراد به هنا قضاء الحاجة و (لا مستم) أى جامعتم (فلم تجدوا ماء) اى لم تقجروا على استعماله لمرض خيف حصوله أو زيادته أو بطء برئه أو لبرد أو لغير ذلك من اسباب التيمم (انظر اسباب التيمم ص ٣٨٣ وما بعدها ج ١ - الدين الخالص طبعة ثالثة)