للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنسبة الشفاء إليه وقوله " توافق الداء " يدل على الجواز. وقوله " وما أحب أن أكتوى " يدل على فضل تركه (وروى) أبو الزبير عن جابر قال: " رمى سعد بن معاذ في أكحلة فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية " أخرجه مسلم (١) {١٢٩}

(وعن) أبى سفيان عن جابر قالِ: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه " أخرجه مسلم (٢) {١٣٠}

(وعن) الحسن البصرى عن عمران بن حصين قال: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فابتلينا فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا. وفى رواية: فما افلحن ولا أنجحن " أخرجه أحمد وأبو داود بسند قوى وقال: وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه. وأخرجه الترمذى وقال حسن صحيح (ورد) بأن الحسن لم يسمع من عمران. وأخرجه ابن ماجه بلفظ: فاكتويت فما أفلحت ولا أنجحت (٣) {١٣١}

(والنهى) فيه محمول على الكراهة أو خلاف الأولى لما يقتضيه مجموع الأحاديث من الجواز

(وقيل) إنه خاص بعمران لأنه كان به الباسور وكان موضعه خطرا فنهاه عن كيه فلما اشتد عليه كواه فلم ينجح


(١) انظر ص ١٩٤ ج ١٤ نووى (لكل داء دواء) و (المشقص) بكسر فسكون: آلة الكى.
(٢) انظر ص ١٩٣ ج ١٤ نووى (لكل داء دواء واستحباب التداوى)
(٣) انظر ص ٤ ج ٤ عون المعبود (الكى) وص ١٦٢ ج ٣ تحفة الأحوذى (كراهية الكى) وص ١٨٤ ج ٢ ابن ماجه (الكى) ورواية (فما أفلحن ولا أنجحن) بنون النسوة هى الصحيحة يعنى أن تلك الكيات التى اكتوينا بهن مخالفين نهى النبى صلى الله عليه لم تفدنا.