وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أهدر دم كعب ابن زهير لتجرؤه على هجْو النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما علِم كعْبٌ بذلك وأراد الله به خيرا جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - معتذرا وتائبا مستغفرا، معلنا اسلامه وإيمانه بالله ورسوله ودين الاسلام، ونظم في ذلك قصيدته المشهورة: "بانتْ سعاد"، فعفا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلع عليه بردته الشريفة، وكان مما جاء في هذه القصيدة الرائعة قوله: أنبِئتُ أن رسول الله أوعَدني ... والعفْو عند رسول الله مأمول وقد أتيت رَسُولَ الله معتذرا ... والعذر عند رسول الله مقبول مَهْلا هداك الذي اعطاك نافلة الـ ... ـقرآن فيها هو مواعيظ وتفصيل لَا تاخُذَنَّي بأقوال الوُشاة ولم ... أذنِبْ وقد كثُرتْ فِيَّ الأقاويلُ إلى أن قال: إن الرسول لَسَيْفٌ يستضاء به ... مهنَّدٌ من سيوف الله مسْلول .. (٢٠) إشارة إلى قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ (اي رعتْ فيه)، وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} سورة الانبياء الآية ٧٨ - ٧٩. (٢١) كذا في نسختي ع، وح. وفي نسخة ت أنه بذكر الضمير، وهو ما عند القرافي. وهو أظهر وأصوبُ، حيث لا تدخل أنَّ على الفعل مباشرة، وانما تدخل على المبتدأ والخبر، وهنا في مثل هذه العبارة تكون مخفَفَةً ويكون ضميرها ضمير الشأن، فيعود على ما بعده ويفسره ما بعده من الجملة والكلام الذي يكون خبرا لها، كما في قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم. ٣٩. وكما جاء عند ابن مالك في ألفيته: "وإن تخفَّفْ أن فاسْمُها استكَنْ ... والخبرَ اجْعَلْ جملةً مِن بَعْدَ أنْ =