للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٠٢٢ - حدثنا أبو داود الحراني، حدثنا حسن بن أعين (١)، ح،

وحدثنا هلال بن العلاء، حدثنا حسين بن عياش، قالا: حدثنا زهير (٢)، حدثنا أبو إسحاق (٣)، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: جاء أبو بكر إلى أبي (٤) في منزله، فاشترى منه رحلا (٥)، فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله إلى منزلي، فقال لي أبى: احمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد (٦) ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتم ليلة سَرَيتَ مع رسول الله ؟ قال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها،

⦗٣٧٥⦘

حتى قام قائم الظهيرة (٧)، وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد، حتى رفعت (٨) لنا صخرة طويلة لها ظل، لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا، ننام فيه في ظلها، ثم بسطت عليه فروة (٩)، ثم قلت: نم يا رسول الله وأنا أنفض ما حولك (١٠)، فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فلقيته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من أهل المدينة (١١)، قلت: هل في غنمك لبن؟ قال: نعم، قال: فتحلب لي؟ قال: نعم، فأخذنا شاة، فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى -قال: فرأيت البراء يضرني بيده على

⦗٣٧٦⦘

الأخرى -ينفض فحلبه في قعب (١٢) معه كثبة (١٣) من لبن، قال: ومعى إداوة أرتوي (١٤) فيها للنبي ، ليشرب منها وليتوضأ، قال: فأتيت النبي ، وكرهت أن أوقظه من نومه، فوافقته حين استيقظ، قال فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن، فشرب حتى رضيت، ثم قال: "ألم يأن للرحيل؟ " قلت: بلى، قال: فارتحلناه بعدما زالت الشمس، قال: واتبعنا سراقة بن مالك، ونحن في جلد (١٥) من الأرض، فقلت: يا رسول الله أُتينا، فقال: "لا تحزن إنَّ الله معنا" فدعا عليه رسول الله ، فارتطمت فرسه إلى بطنها (١٦)، فقال: إني قد علمت أنكما [قد دعوتما عليَّ، فادعوا لي] (١٧)، فوالله لكما أني أرد عنكما

⦗٣٧٧⦘

الطلب، فدعا الله ﷿، [فنجى، فرجع لا يلقى أحدا إلا قال:] (١٨) قد كفيتكم هاهنا، فلم يلق أحدا إلا رده، قال: ووفى لنا (١٩).


(١) هو الحسن بن محمد بن أعين الحراني، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(٢) ابن معاوية، وهو موضغ الإلتقاء في الإسناد الثاني.
(٣) السبيعى.
(٤) هو عازب بن الحارث والد البراء. انظر: (تكملة فتح الملهم ٦/ ٤١٣).
(٥) بفتح الراء وسكون الحاء: وهو للناقة كالسرج للفرس. انظر: (المصدر السابق).
(٦) أي يستوفيه. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٩٧).
(٧) أي نصف النهار، وهو حال استواء الشمس، سمى قائما: لأنه الظل لا يظهر فكأنه واقف قائم. انظر: (المصدر السابق).
(٨) أي ظهرت. انظر: (المصدر السابق).
(٩) هي ملبوس يصنع من وبر، أو صوف يلبس كالجبة. انظر: (تكملة فتح الملهم ٦/ ٤١٤)، (فتح الباري ٧/ ٣٠١).
(١٠) أي افتش لئلا يكون هناك عدو. انظر: (شرح صحيح مسلم ١٩٨/ ١٨).
(١١) هي هنا بمعناها اللغوي، والمراد هنا مكة، لأن المدينة كانت تسمى يثرب، والعادة أن الرعاة لا يبعدون هذه المسافة البعيدة -ووقع في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق - (عند البخاري- رقم ٣٦٥٣). في مناقب أبي بكر: فقال: لرجل من قريش. (انظر: المصدرين السابقين).
(١٢) قدح من خشب معروف. انظر: (شرح صحيح مسلم للنووي ١٨/ ١٩٨).
(١٣) بضم الكاف وإسكان المثلثة -وهي قدر الحلبة- أي القدر الذي يخرج من ضرع الدابة في حلبة واحدة. (انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ١٩٨/ ١٨)، (تكملة فتح الملهم ٦/ ٤١٥).
(١٤) أي الإداوة: الإناء الذي يجمع فيه الماء، وقوله (ارتوي): أي أستقي. (انظر: المصدرين السابقين).
(١٥) بفتح الجيم واللام: أي الأرض الصلبة، وإنما ذكر لبيان أن مثل هذه الأرض لا تسوخ فيها قوائم الدابة عادة، ولكنه كان معجزة للنبي (انظر: المصدرين السابقين).
(١٦) أي غاصت قوائمها في تلك الأرض، وارتطم في الطين: وقع فيه فتخبط. (انظر: المصدرين السابقين).
(١٧) ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم بسبب الخرم في الأصل في هذا الموضع.
(١٨) ما بين المعقوفتين مستدرك من صحيح مسلم بسبب الخرم في الأصل في هذا الموضع.
(١٩) أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد: باب في حديث الهجرة، ويقال له حديث الرحل ٤/ ٢٣٠٩ رقم ٧٥) قال حدثنا: سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين به.