الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن مما يطوق عنقي من المنن الربانية، ويُثقل كاهلي من المواهب الإحسانية في هذه الساعة، وقد اكتمل بدر مشروع المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة الإسفراييني، أن أتوجه إلى الله جل وعلا بخير المحامد، وأعظم الثناء، فما التوفيق إلا به سبحانه، وما النَّعماء إلا من فضله وحده ورحمته، فله الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء من بعد، وأبتهل إليه بأن يُديم نعمه علينا، وأن يزيدنا من فضله.
ثم إني لأتقدم بجزيل الشكر والعرفان للجامعة الإسلامية التي أسأل الله بحوله وقوته أن يحفظها وما سواها من منارات الإسلام ومنابع الهدى، ويبقيها عينًا معينًا لا تنضب، وسبيل رشد لا يعطب، ويعين القائمين عليها ويسدد خطاهم، وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة الإسلامية: الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا، الذي لم يألُ جهدًا في تحقيق رسالة الجامعة المباركة وأهدافها، وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، حفظهما الله تعالى ورعاهما، اللَّذين خصَّا الجامعة الإسلامية بالرعاية والعناية، والدعم غير المحدود، وأوليا العلم وأهله اهتمامًا بالغًا، وما الجامعات ومراكز البحث إلا شاهد عيان على ذلك، فجزاهما الله خير الجزاء، وأمد في عمرهما ومتعهما بتمام الصحة والعافية، وسدد جهودهما بتوفيقه، وأدام عز دولة التوحيد بهما، وجعل ما يقدمانه للإسلام وأهله في موازين حسناتهما، إنه ولي ذلك والقادر عليه.