(لمن بقى) حقه أن يقول لما بقى إذ العبرة إنما هي تفسير للنكال لا لمن خلفها إذا المعنى: فجعلناها نكالا، أي: عبرة لما بين يديها وما خلفها يعني: للأمم التي في زمانها وبعدها. ({لَا شِيَةَ}) أي (لا بياض، وقال غيره) أي: غير أبي العاليه: وهو أبو عبيد ابن سلام. ({يَسُومُونَكُمْ}) معناه: (يولونكم). أوضح منه قول غيره: يذيقونكم. {الْوَلَايَةُ}(مفتوحة) أي: بفتح الواو في قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ}(مصدر الولاء) بفتح الواو والمد، أي: مصدر فعله وهو ولي، (وهي) أي: الولاية بالفتح: (الربوبية). (وإذا كسرت الواو فهي الإمارة) بكسر الهمزة وذكر قوله: {الْوَلَايَةُ} إلخ هنا لمناسبة (يولونكم). (وقال بعضهم) هو الفراء الحبوب التي تؤكل كلها فوم) فعليه عطف عدسها علي فومها في القرآن من عطف الخاص على العام، ومن فسر الفوم بالحنطة فالمتعاطفات متغايرات. {فَبَاءُوا} أي: في قوله تعالى: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ} معناه: (فانقلبوا) وفي نسخة: "انقلبوا" بحذف الفاء. (وقال غيره) أي: غير قتادة وهو أبو عبيدة: {يَسْتَفْتِحُونَ} أي: في قوله تعالى: {يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} معناه: (يستنصرون). {شَرَوْا} أي: في قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} معناه: (باعوا){رَاعِنَا}. أي: في قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} مأخوذ (من الرعونة) وهو الحمق كانوا (إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانًا) أي: ينسبونه إلى الحمق (قالوا: {رَاعِنَا})(١) بالتنوين علي قراءة الحسن البصري، أي: قولا ذا رعونة.
(١) {رَاعِنَا} بالتنوين، قراءة شاذة، قرأها الحسن والأعمش، وابن محيض، قال ابن قتية (راعنًا) بالتنوين هو اسم مأخوذ من الرعن والرعونة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه ص ١٦، "زاد المسير"١/ ١٢٦.