للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أراد به البهائم (١).

وتقع على الواحد، والاثنين، والجميع، والمذكر والمؤنث، ولفظها مذكّر، والحمل عليه هو الكثير، كقوله تعالى: * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً * (٢) بتذكير «يقنت» وتأنيث تعمل، وقد يحمل على المعى من قرأ: (تقنت) بالتاء (٣)، وهو قليل.

وأمّا «ما» فلها في الكلام مواضع (٤)، وهي في الاستفهام: سؤال عن صفة من يعقل وذات ما لا يعقل (٥)، تقول: ما زيد؟ وما عندك؟ وتقع سؤالا عن أشخاص الأناسيّ إذا تراءى لك شبح ولا تعلم ما هو، وإن كان إنسانا تقول: ما هذا؟.

وقد وقعت على من يعقل (في قوله تعالى) (٦): * أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ * * (٧) قيل: أراد (أو) (٨) من ملكت أيمانهم (٩)، وكقوله تعالى: * وَالسَّماءِ وَما بَناها * (١٠) أي: ومن بناها (١١)،. وقيل: التقدير: أو ملك (١٢) أيمانهم (١٣) والسماء وبنائها، فجعل ما والفعل بمعنى المصدر (١٤).


(١) تفسير مجاهد (١/ ٣٤٠)، تفسير القرطبي (١٠/ ١٣)، تفسير غريب القرآن - لابن قتيبة (٢٣٦)، معاني القرآن - للفراء (٢/ ٨٦)،.
(٢) سورة الأحزاب (٣١).
(٣) قال أبو حيان - في البحر المحيط (٧/ ٢٢٨): (وقرأ الجحدري والأسواريّ ويعقوب في رواية (ومن تفنت) بتاء التأنيث حملا على المعنى، وبها قرأ ابن عامر في رواية ورواها أبو حاتم عن أبي جعفر وشيبة ونافع، وقال ابن خالوية: ما سمعت أن أحدا قرأ (ومن يقنت) إلا بالتاء).
(٤) انظر: المسائل المشكلة للفارسى (٢٤٩ - ٣٧٩)، الأزهية (٧٥ - ٩٩)، ورصف المباني (٣١٠ - ٣١٩)، الجني الداني (٣٢٥ - ٣٣٨)، المغني (٣٩٠ - ٤١٩).
(٥) المسائل المشكلة (٢٦٣).
(٦) تكملة من (ب).
(٧) سورة المؤمنون (٦)، وسورة المعارج (٣٠).
(٨) تكملة من (ب).
(٩) قاله الفارسي في المسائل المشكلة (٢٦٥).
(١٠) سورة الشمس (٥).
(١١) قاله الفارسي في المسائل المشكلة (٢٦٥)، وأبو عبيدة في مجاز القرآن (٢/ ٣٠٠)، وانظر: إعراب ثلاثين سورة (٩٨).
(١٢): أو ما ملك.
(١٣) قاله الفراء في معاني القرآن (١/ ٢٥٣ - ٢٥٤)، وانظر: إعراب القرآن للنحاس (١/ ٣٩٣)،.
(١٤) قال ابن خالويه - في إعراب ثلاثين سورة (٩٨): (وقال المبرد والحذاق من النحويين: ما مع الفعل مصدر، والتقدير: والسماء وبنائها) وانظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/ ١٩٨ ب)، والأصول (٢/ ١٣٩)، والمقتضب (٢/ ٥٢، ٢٩٦).