لأن النّعل ليس بعضًا (للصحيفة) ولَا (للزاد)، وحمل علَى أَن المعنَى: (ألقَى ما يثقله حتَّى نعله).
وذكر ابن السيد فِي "شرح أبيات الجمل": أنه مصنوع.
وقيل: روي (نعله) بالأوجه الثّلاثة:
- فالنّصب: أنها عاطفة.
- والرّفع: أنها حرف ابتداء، والخبر: (ألقاها).
- والجر: أنها حرف جر، ذكره ابن الأنباري.
وزعم الزمخشري: أنها تقتضي التّرتيب.
والصّحيح: أنها كالواو في إِفادة الجمع من غير تعرض لترتيب ولَا مهملة.
وعن الكوفيين: أَن (حتَّى) لا تكون عاطفة.
وحكَى أحمد بن البادش منهم عن بعض نحاة الأندلس أيضًا: أنها حرف ابتداء أبدًا، فالعطف بعدها بالواو مضمرة كما سبق فِي حروف الجر.
• ولَاتعطف جملة علَى جملة.
منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والزاد: الواو حرف عطف، الزاد: معطوف على الصحيفة منصوب بالفتحة .. حتى: حرف عطف. نعله: معطوف على ما سبق منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
ألقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وها: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. وجملة (ألقى الصحيفة): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يخفف): المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر.
الشاهد قوله: (حتى نعله ألقاها)؛ حيث يجوز في (حتى) ثلاثة وجوه:
الرفع على الابتداء وألقاها خبره.
والجر على أن حتى حرف جر بمعنى إلى.
والنصب على العطف بحتى.
ورد الوجه الثالث بأن المعطوف بحتى لا يكون إلا بعضًا أو غاية للمعطوف عليه، والنعل ليس بعض الزاد ولا غايته.
وأجيب: بأن البيت مؤول والتقدير: ألقى ما ينقله حتى نعله، فبين المعطوف والمعطوف عليه مناسبة. وعلى الوجه الثالث جاء المؤلف بهذا الشاهد.