للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمّا أبوال الإبل , فقد روى ابن المنذر عن ابن عبّاس مرفوعاً: أنّ في أبوال الإبل شفاءً للذّربة بطونهم.

والذّربة: بفتح المعجمة وكسر الرّاء جمع ذربٍ , والذّرب بفتحتين فساد المعدة، فلا يقاس ما ثبت أنّ فيه دواءً على ما ثبت نفي الدّواء عنه. والله أعلم.

وبهذه الطّريقة يحصل الجمع بين الأدلة (١)، والعمل بمقتضاها كلّها.

قوله: (فلمّا صحُّوا , قتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم -) في السّياق حذف تقديره " فشربوا من أبوالها وألبانها فلمّا صحّوا ". وقد ثبت ذلك في رواية أبي رجاء.

وزاد في رواية وهيب " وسمنوا " وللإسماعيليّ من رواية ثابت " ورجعت إليهم ألوانهم ".

قوله: (واستاقوا النّعم) من السّوق , وهو السّير العنيف.

قوله: (فجاء الخبر) في رواية وهيب عن أيّوب " الصّريخ " بالخاء المعجمة وهو فعيلٌ بمعنى فاعل , أي: صرخ بالإعلام بما وقع منهم.

وهذا الصّارخ أحد الرّاعيين , كما ثبت في صحيح أبي عوانة من رواية معاوية بن قرّة عن أنس، وقد أخرج مسلم إسناده ولفظه


(١) قال الشيخ ابن باز (١/ ٤٤١): ليس بين الأدلة في هذا الباب بحمد الله اختلاف, والصواب طهارة أبوال مأكول اللحم من الأبل وغيرهما كما تقدم الجواب عما ذكره الشارح. ولو كانت الأبوال من الإبل ونحوها نجسة لأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغسل أفواههم عنها , وأوضح لهم حكمها , وتأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز.

<<  <  ج: ص:  >  >>