للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمناً وذاك يسأله عن مسألة في الإرث أو في الطلاق! وإذا هو عالِم تاجر. لقد نسيت اسمه، ولو أنني هتفت وأنا أكتب هذه السطور بالشيخ الصوّاف لأعلمني هاتفياً باسمه، ولكنني خفت أن أكون في سؤالي كالذي يغشّ في الامتحان ويستعين على جوابه بالإخوان.

وهذه الطبقة من العلماء التجّار ومن طلبة العلم الكبار كان عندنا في الشام كثير من رجالها. أذكر منهم الشيخ هاشم الخطيب والشيخ موسى الطويل والسيد شريف النصّ والشيخ أحمد القشلان والشيخ عبد العزيز الخطيب، وآخرهم ويكاد يكون أجلّ أو مِن أجلّ مَن عرفت منهم الشيخ صالح العقّاد.

ومن قرأ كتاب «صناعات الأشراف» (وعهدي بقراءته بعيد جداً فلا أذكر الآن منه شيئاً) ومَن تتبّع أخبار أهل التجارة والصناعة من الأعيان والعلماء في كتب الأدب وجد منهم جماعة لا تُحصى كثرة من الصحابة ومن التابعين ومن الأئمة المتبوعين، كأبي بكر وعثمان وعبد الرحمن. وعمرو بن العاص الذي كان -كما أذكر- جزّاراً، كما كان عمر بن الخطاب سمساراً، ومن التابعين سعيد ابن المسيّب الذي كان يتّجر بالزيت، وأبو حنيفة وهو بَزّاز (تاجر قماش) وله دائرة مالية توزّع رواتب شهرية على كثير من فقراء العلماء، والليث بن سعد الذي شهد له الشافعي (وحسبكم به شاهداً) بأنه أفقه مِن مالك ولكن أصحابه لم يقوموا به، والذي كان دخله الصافي ثمانين ألف دينار من الذهب في السنة ولم تجب عليه زكاة قط، لأنه لا يستبقي منها ما يحول عليه الحول! وعبد الله بن المبارك، ولي عنه كُتيّب في سلسلة أعلام التاريخ التي أصدرتها من قديم، كما أن لي كتابات عمّن ذكرت هي في كتابي «رجال

<<  <  ج: ص:  >  >>