للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلد: صِفُوا للمسلمين بلادهم ومنازلها وطبيعتها وعمرانها والآثار الباقيات فيها، والخلائق والأزياء والعادات، وغنّوا لنا في الشام ألحان العراق وأسمعوا العراقيين ألحان أهل الشام.

* * *

"لقد هاج ذكرَ بغداد في نفسي ذكرى الأيام التي عشتها فيها، ونشر أمام عيني ما انطوى من ذكرياتها وما مات من أيامها. لقد رجعت إلى تلك الليالي حتى كأني -لكثرة ما تشوّقت إليها وأوغلت في ادّكارها- أعيش فيها. أيّ سحر فيك يابغداد جذب قلبي إليك، فلم أنسَك لمّا كنت في بلدي الحبيب، ولم أزل أحنّ إليك وأشتاقك؟

بغداد ... يا بغداد، عليك مني سلام الود والحبّ والوفاء، على باب المعظَّم، على الصُّلَيْخ، على الكرّادة، على الكَرْخ، سلام الفؤاد المشوق الولهان.

على ليالينا بين الرصافة والجسر. ما كان أحلى تلك الليالي! لقد كنت أشكو فيك ألم الغربة وأحنّ إلى الوطن، فصرت في وطني أحنّ إلى تلك الغربة ولياليها. وما ظلمني موطني وما أنكرني، وما كنت لأذمّه صادقاً فكيف أذمّه بما ليس فيه، ولكنها هي الدعة مللتها واجتويتها: إني أشكو ألم الراحة، فأعطوني به راحة الألم. ذلك الألم العبقري الذي يفتح القلوب بآيات الشعر، فإني منذ فقدته لم أعد أحسّ أنني ذو قلب!

على الرستمية ... ألا تزال الرستمية جنّة من جِنان الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>