حافلة بالعاشقين، أم طاف بها طائف من هذه الحرب (١) فجفّت خمائلها وهجرها قاصدوها؟ على الصالحية ... بروحي صالحية دمشق، وصالحية بغداد، وصالحية مصر. على قهوة المطار، على ظبائها، وعلى جآذرها ألف سلام.
على الجسر، يا جسر بغداد كم جمعت وفرقتَ؟ ماذا رأيت وماذا سمعتَ؟ كم وصلت بين قلوب وقطعتَ؟ أنت الصلة بين ماض لنا كان أعزّ من النجم وأسمى وآتٍ سيكون أسمى من النجم وأعزّ. يا جسر بغداد، يا مربع الحب والأدب والمجد، يا من كنت سُرّة الأرض وكنت لي مسَرّة القلب، عليك مني ألف سلام.
يا ربوعاً تركت فيها قطعاً من حياتي وخلّفت فيها بقايا من فؤادي، ماذا صنعتِ بفؤادي وحياتي يا ربوع. ويا دارنا في الأعظمية: من حلّ فيك بعدُ يا دار؟ هل صوّح لبُعدِنا زهرُك أم ضحكَت من بعدنا الأزهار؟ وهل حُفظت آثارنا أم طُمست من بعدنا الآثار؟
لقد كنتِ أنت مستقرّي ومثواي وكان إليك مفرّي من دنياي، وكنتِ شاهدة أفراحي كلها وأتراحي، وكنتِ مستودَع أسراري وأخباري، كتمتها عن الناس إلاّ عنك. فهل كتمَت سرّي هذه الجدران؟ وما لي فيها من أسرار أخشى منها يوم العرض على الرحمن، لكنها نقائصي وعيوبي، فهل سترَت ما رأت من نقائصي التي أخفيتها عن الأصدقاء والإخوان؟