للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له: هَبْكَ لستَ أحدَ الناظمينَ المذكورينَ قبلُ، ثم عَطَفَ عليّ وطالَبَني بالموافقة لهم في ذلك ولم يكنْ رأى لي قبلُ بيتًا واحدًا ولا أشعرتُه بأنّي خُضتُ في نَظْم قَطُّ، فاستعفَيْتُه من ذلك فلم يُعفِني وقال: وما الذي يمنَعُك وموادُّ النَّظْم كلُّها عندَك عَتِيدة؟ فلا وَجْهَ لاستعفائك ولا بدَّ من مشاركةِ الأصحاب فيما خاضوا فيه، ثم قال: لا أريدُ أن أشغَلَ خواطرَكم بالنّظر في هذا عن تأنيسِنا، ولكنِ اعمَلوا على اجتماعِنا عَقِبَ العَصْر ولْيَأْتِ كلٌّ منكم بما تيسَّر له إن شاء الله، وبعَثَ بالأخْذِ في ذلك إلى أبرع من اشتَمَلت عليه أغماتُ حينَئذٍ وأسرعِهم بَدِيهةً وأشهرِهم إجادةً وتفنُّنًا أبي الحَسَن بن إسماعيل (١)، وأعلَمَه بالمواعدة لإتيانِ كلِّ واحدٍ بما عندَه إثْرَ العصر، ثم انصَرَفْنا، فلمّا كان بعدَ العصرِ وافَى كلٌّ منّا بما سَنَحَ له، فقال ابنُ الجَنّان [من الكامل]:

الختْمُ للمكتوبِ تكرِمةٌ لهُ ... وكذا رَويناهُ عنَ اكرمِ شافعِ

فابعَثْ إلينا طابَعًا نختِمْ بهِ ... عملًا بتحريضِ الرسُول الشارعِ

فالمهتدونَ قدِ اقتَفَوْا آثارَهُ ... من صاحبٍ صَدَقَ المقالَ وتابعِ

وقال أبو عبد الله ابنُ المُعز [من الكامل]:

وحُلاكمُ منها التُّقى فلْتَشْرَعوا ... .............................

فابعَثْ أداةً طُرْزُها طُرْزُ الوَرى ... .............................

واقرُبْ بأمرِك إذْ نأيْتَ بحَجْبِهِ ... عن مُستحِثٍّ منك خَتْمَ الطابعِ

وقال أبو إبراهيمَ القُزُوليّ [من الكامل]:

ولأنتمُ أوْلى الأنام بأنْ يُرى ... لسبيل خَيْرِ الخَلْق أكرمَ تابعِ

فأْمُرْ لمَن يأتي بخَتْمٍ عاجلًا ... لتكونَ مقتدِيًا بقولِ الشارعِ


(١) تقدم التعريف به في ترجمة أبي الحسن الشاري رقم (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>