للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كم آكِل دَوْمًا] لذيذَ طعامِهِ ... لم يَحْمِ يومًا نفسَه أن تُعطَبا

[هذا وقد يُكدِي] المجِدُّ وربّما ... أثْرى أخو العجْزِ الذي ما أن حَبَا

[والحُكمُ في النِّسوانِ] أظهَرُ عندَكمْ ... من أن أُبيِّنَ أمرَهُنَّ المُعرَبا

[هذا الكلامُ وذي] التجارِبُ فصِّلتْ ... أترَوْنَ عن ذا كم وهذي مذهبا

[فالقصدُ] في إرضائهنَّ هو الهُدى ... والحَطُّ في أهوائهنّ هو الوَبَا (١)

[والأصلُ] صحةُ خِلِّهنَّ ودينُهُ ... ولَشرُّ حالاتِ الفتى أن يَذهبا

فتَطلَّبوا لفتاتِكمْ متديِّنًا ... يَخشَى الإلهَ ويَستحي أن يُعتَبا

وذَروا أخا المالِ العديد، فقلّما ... كان التخيُّلُ فيه إلا خُلَّبا

ومتى استضافَ إلى الحَداثةِ خَيْبةً ... كان التَّظَنّيِ فيه أكذبَ أكذبا

والمرءُ يمحَضُ رأيَهُ ولربّما ... ظنَّ الخِلافَ لِما يَراهُ أصوَبا

لكنّ كلَّ إصابةٍ عن وَهْلةٍ ... عندَ الرّجالِ أُولي النُّهَى شِبْهُ الهَبَا

واللهُ مَوْلانا يَصُونُ جميعَكمْ ... لا أرتَجي من غيرِ مولًى مطلَبا

وهو الكَفيلُ برحمتي وسَعادتي ... هذا وإن كنتُ المسيءَ المُذنِبا (٢)


(١) والحط في أهوائهن: أي طاعتهن ومتابعتهن، من حط في هواه وانحط فيه، ويقال: أكل من حلوائهم فانحط في أهوائهم.
(٢) ورد مطلع هذه القصيدة والبيتان الأخيران منها مع اختلاف في الرواية في البيان المغرب ص ١٢٦ ولم نقف عليها تامة في مكان آخر. والقصيدة من الأدبيات المعروفة بوصايا الآباء للأبناء وهي عديدة في الأدب الأندلسي والمغربي شعره ونثره. وانظر رسالة كتبها المترجم إلى ولد له كان يدرس بمدينة فاس في الأنيس المطرب: ٢٦٨، وجذوة الاقتباس: ٥٠٣ - ٥٠٤، وانظر كذلك قطعة شعرية له أوردها المقري في نفح الطيب ٣/ ٥٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>