للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُليمانَ المالَقيّانِ، ومن أهل العُدْوة: أبو محمد بنُ محمد بن أحمدَ ابن الحَجّام؛ ومن أهل المشرِق: أبوا الحَسَن: عليُّ بن أحمدَ بن عبد المُحسِن بن أبي العبّاس بن محمد بن عليِّ بن الحَسَن الحُسَيْنيُّ الغَرّافيُّ، وعليُّ بن محمد بن منصُور ابن المُنَيِّر، وشمسُ الدِّين أبو محمدٍ عبدُ الواسع بنُ عبد الكافي بن عبد الواسع بن عبد الجليل الأَبْهَرِيُّ الفقيهُ الصُّوفيُّ شيخُنا، وأبو القاسم بنُ أبي بكرٍ التَّميميُّ ثم التونُسيُّ ابنُ زَيْتون؛ وحَدَّث عنه بالإجازة أبو عبد الله ابنُ الأبّار.

وكان شيخاً (١) محدِّثًا راوِيةً مُكثِرًا عَدْلًا ثقةً، تردَّد بينَ مكّةَ والمدينةِ، كرَّمَهما اللهُ، والشامِ وغيرِها من البلاد نحوَ خمسينَ سنةً، فحَجَّ كلَّ سنة، واستمرَّ على هذه الأعمالِ المبرورة حتّى شُهِرَ ذكْرُه وعَظُمَ صِيتُه، وكان كلّما قَدِمَ على بلدٍ احتَفلَ الوُلاةُ والأكابرُ من الوزراءِ وغيرِهم للقائه، متبرِّكينَ به راغبينَ إليه في قضاءِ ما يَعِنُّ له من مَآربه، فلم يتعرَّضْ إلى أحدٍ من الناس على طبقاتِهم لاستقضاءِ حاجة، إلا الاطَّلاع على ما في خزائنِهم من الكُتُب، فيغتنمونَ المُبادرةَ إلى مُرادِه، فيستعيرُ منها ما لهُ فيه غَرَض، ويعكُفُ على انتساخِه أو تعليقِ ما اختار منه، أو المعارضةِ به، ويَصرِفُهُ إلى ربِّه، حتى اجتَمعَ له من الفوائدِ ما لم يجتمعْ عندَ غيره، وكثيرًا ما كانت تُعرَضُ عليه نفائسُ الكُتُبِ التي لهُ فيها غَرَضٌ على حُكم الهِبة أو الهَدِيّة، فلا يُسعِفُ أحدًا بقَبُولِ شيءٍ من ذلك، ولم يزَلْ فضلُه يتزيَّد، وذكْرُه بالعلم والفَضل والدِّين يُشتهَر، ومكانُه من الجلالةِ والعبادة والاجتهادِ في الأعمال الصّالحة يُشتهَر، إلى أنْ تَوفِّي بالزَّعقة (٢): من رَمْلةِ الشام فيما ذَكَرَ ناصرُ الدِّين الفقيه المُدرِّسُ أبو عليٍّ منصُورُ بن محمد الزّواويّ


(١) في ب م: "شيخنا".
(٢) بهامش ب: "توفي رحمه الله بالزعقة: منزلة بين العريش والداروم من الرملة، وذلك في النصف من شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وست مئة، وهو متوجه من مصر إلى دمشق، ودفن هنالك، ومولده بمرسية في ذي الحجة من سنة تسع وستين وخمس مئة". قلنا: هذا هو الصواب في وفاته، ذكره الجم الغفير، ومنهم: عز الدين الحسيني في صلة التكملة والذهبي في كتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>