للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضًا (١)، لِيُعَدِّيَ عن المعْجِزِ العائدِ بإعناتِه، ويدعَ التعنِّيَ بالمَعُون ومُعاناتِه، ويَعْنوَ للمُنعمِ بالعِتق على عُناتِه؛ وطلَعَتْ عليَّ بإطلاعِك أُعجوبةُ المسموع، وعَروبةُ الأسبوع (٢)، ورُعبُوبةُ البرقوع (٣)، يسطَعُ لَمَعانُها، وينصَعُ عِقْيانُها، ويُستبدعُ عِيانُها، ويَستعبِرُ العيونَ عيانُها، ويَستتبعُ العقولَ عننُها (٤)، وَيروعُ الضلوعَ ظَعنُها، لَعُوبًا أَمتعتْ بعُلوِّ منازعِك، وعَروبًا أعرَبَتْ عن عذوبةِ مشارعِك، فوَدَعَجِها المتعشَّق، ولَعَسِها المعتَّق، وتَلْعِها الفارع، وفَرْعِها اليانع، ورَدْعِها الساطع (٥)، ومِعصَمِها المُفْعَوعم، ومِعطفِها المتنعِّم، ومواقعِ عِقْدِها، ومعاقدِ عهدِها، وبَزاعتِها (٦) المستطلعة، وعِصابتِها المرصَّعة -لاعتقدتُها مُعجِزةَ الأعصار، وعطوتُها عَطِيةً متعَدّاةً بالاعتصار، وعلِمتُ تعزُّزَها عن المُعادِ والمُعار، ونَعِمتُ بمعانيها العجيبة تنعُّمي بالعروسِ المِعطار، أعزَّزُ باعتزازِ (٧) عُنصرِها لعَلمٍ أعْلمها ببعض أَعلامِه، واعتزاز علمِها برفيعِ أعلامِه، وتسَرُّعِها مع تمنُّعِها لاعتزامِه، أبدعَ بدائعَها، وأعذبَ مشارعَها، وعبَّد مهايعَها، وعيَّنَ مرفوعَها، وعَنْعنَ مقطوعَها، وعزَلَ معلولَها، واستعملَ عدولَها، فاستجمَعَتْ أنواعَ البراعة، واستعادت أعلامَ الصِّناعة، وأسمَعَتْ عجائبَ الإعراب، وأودعَتْ لُمعَ الأعراب، وجمَعَت الصُّنعَ والطَّبع جمعَ الاستيعاب، وأعطَت الأعيُنَ والأسماعَ جوامعَ عَجَبِ العُجاب، فربيعٌ على بُعدِ الأعْصُر بمعاليها يَسْجَع، وبمَراعيها يَرْتَع، والجامعيُّ عندَها يُرجِّع، وجعفرٌ يوقِّع، والعَبْدريُّ يُرصِّع،


(١) النبع: شجر صلب، وهذا مثل، انظر الميداني ٢/ ١٩٧، والعسكري ٢/ ٢٣١، وفصل المقال: ٥٨، ١٢٠ وقيل: إن زيادًا قاله في معاوية.
(٢) عروبة الأسبوع: يوم الجمعة.
(٣) البرقوع: لغة في البرقع.
(٤) العنن: الاعتراض، ولعلها: عمنها بمعنى الإقامة؛ لتكون في مقابل "ظعنها" من حيث المعنى.
(٥) الردع: أثر الخلوق والطِّيب، أو الصبغ بالزعفران.
(٦) البزاعة: الظرف.
(٧) كذا ولعلها: باعتزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>