للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستطاعة، وأرعاها سَمْعَ عناية، وعَيْنَ رعاية، فعَدَتْها عوادي الإضاعة، وعنك يا رافعَ أعلام المعالي، والمُدافِع لليَراع عنِ العوالي، عبَرَ الاعتبار، ولعُلاكَ أُعيدَ المستعار، فعبَّادانُ وعُمان، والعراقُ والنُّعمان، والصَّريعُ والخَليعُ والبديع، والبُعَيْث والعُقَيْلي، والعَتّابيُّ والعُتْبي، والأعشَيانِ والأعمَيَان، والعَيْنانِ والعَلَمان (١)، والأعلامُ وبِقاعُهم، والعلماءُ وأسطاعُهم (٢)، عندَك اجتماعُهم، وعليك انعقَدَ إجماعُهم؛ ولَعَمْرُ مُربْعِ عَلائك، ومُعَفِّرِ أعدائك، وطابع طِبَاعِك، على انطباعِك، ومُعَطِّر بقاعِك، بضَوْع رِقاعِك، لأعلى عَلَم عِلمِك، وأعرَفَ عن الألمعيّة عُقدةَ عَزْمِك، وأبدَعَ ألمعيّتَك، وأعذَبَ لَوْذَعيّتَك، وجعَلَ العِلْيةَ رَعْيَتَك، فعلا عصرٌ أُودِعْتَهُ على الأعصار، وتعدَّى المِعطالَ للمِعطار، وتمتَّعَ بالعَشِيَّةِ والعَرار (٣)، واسترجَعَ عَرارًا بعد تعاقُبِ الأعمار، واستطَلَع لُمعَ الأسجاع وَبِدَعَ الأشعار، وتسرَّع عندَ سَماعُ مُصَرَّعها ومُرَصَّعها لخَلْعِ العِذار؛ وعجَبًا لِعَدْوِكَ مَنْزِعَك العَيْني، لفَرْعِ العابِد عن الرُّعَيْني، ورُعَيْنٌ أعَزُّ معارفِك، وأعرفُ بمعارِفِك، وأطوعُ


(١) بعض هذه الأسماء واضح الدلالة، فالصريع: هو مسلم بن الوليد صريع الغواني، والخليع: هو الحسين بن الضحاك، والبديع: هو بديع الزمان الهمذاني، والبعيث: الشاعر الأموي المجاشعي الذي دخل في المهاجاة بين جرير والفرزدق، والعتابي: هو عمرو بن كلثوم الشاعر المترسل (الأغاني ١٣/ ١٠٧ والفهرست: ١٨١)، والعتبي: هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن معاوية وكان فصيحًا توفي سنة ٢٢٨ هـ (الفهرست، ١٨٢ وطبقات ابن المعتز: ٣١٤) وهناك أبو النصر العتبي من شعراء اليتيمة. أما العقيلي فتدل على غير واحد ولعلها تعني هنا بشار بن برد لأنه كان عقيليًا بالولاء أو أبا الحسن العقيلي أو مزاحمًا العقيلي، وكذلك الأعشيان لأن العُشْوَ كُثر وأشهرهم أعشى قيس وأعشى هَمْدان، وكذلك الأعميان فهناك من بلغائهم -إذا عددنا العقيلي بشارًا- أبو العيناء وأبو العلاء المعري.
(٢) أسطاعهم: كذلك هي في النسخ، ولعل صوابها: وأسقاعهم، والسقع: لغة في الصقع وهي الناحية.
(٣) إشارة إلى قول الشاعر وهو الصمة القشيري:
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار

<<  <  ج: ص:  >  >>