للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: المحكم: الناسخ.

فأما المتشابه: فقد اختلفت الأقاويل فيها وجماعها ما اشتبه / منها، فلم يتلق معناه من لفظه، ولم يدرك حكمه من تلاوته، وذلك على ضربين:

ما إذا رد إلى المحكم واعتبر به عقل مراده وعلم معناه.

والضرب الآخر: هو ما لا سبيل إلى معرفة كنهه والوقوف على حقيقته ولا يعلمه إلا الله عزوجل، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ ويطلبون سره، ويتبعون تأويله، ويكثر خوضهم في ذلك، فلا يبلغون كنهه، ويرتابون بأمره، فيفتنون به، وهو الذي أشير إليه بقوله: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم.

ومعنى ذلك: كل شيء استأثر الله بكنه علمه، وتعبدنا بظاهر منه -وذلك كالإيمان بالقدر والمشيئة وعلم الصفات ونحوها من الأمور التي لم يطلع على سرها ولم يكشف لنا عن مغيبها، فالغالي في طلب علمها والباحث عن عللها طالب للفتنة ومتبع لها لأنه غير مدرك شأوها ولا منته إلى حد منها تسكن إليه نفسه، ويطمئن به قلبه، وينشرح له صدره وذلك أمر لم يكلفه ولم يتعبد به، فالخوض فيه عدوان والتعرض له فتنة والعلماء الراسخون في العلم يقولون: "آمنا به"، اطلعنا علي كنه حقيقته أم لا، "كل من عند ربنا"

<<  <  ج: ص:  >  >>