للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجارى فيه، إلا أنه كان فقيرا ناقص (١) الحظ، يقعد مع الشهود (٢) تحت الساعات (٣) يورّق ويشهد. وبلغ من السن مبلغا كثيرا، وهو فقير ليس له ما يقوم بكفايته.

فسألهم الملك الكامل عن قولهم «زيد ذهب به» هل يجوز في «زيد» النصب؟.

فقالوا كلهم: «لا يجوز إلا الرفع». واعتمدوا كلهم على قول الزمخشرى (٤) صاحب المفصّل «زيد ذهب به ليس فيه إلا الرفع». فقال زين الدين - رحمه الله - «يجوز فيه النصب على أن يكون المرتفع (٥) ب‍ «ذهب (٦)» المصدر الذى دل عليه ذهب وهو الذهاب؛ وعلى هذا فموضع الجار والمجرور الذى هو «به» النصب، فيجئ من باب:

زيد مررت به، إذ يجوز في «زيد» النصب، فكذلك ها هنا (٧). فاستحسن الملك الكامل جوابه، وأمره بالسفر إلى مصر فسافر إليها. وقرر (٨) له [الملك الكامل (٩)] معلوما جيدا يقوم بكفايته، وحسنت أحواله، إلا أنه لم تطل مدته وتوفى بعد


(١) في نسخة س «قليل» والصيغة المثبتة من ب.
(٢) كان الشهود جماعة يختارهم القاضى لمعاونته في أعماله، وكانوا يتعرفون أحوال الناس ويشهدون في القضايا؛ انظر السبكى، معيد النعم ومبيد النقم، ص ٦٣ - ٦٤؛ المقريزى، السلوك، ج ٢، ص ٦ حاشية ٤.
(٣) عرف أحد أبواب الجامع الأموى بدمشق باسم باب الساعات، حيث كان هناك الساعات التي يعلم بها كل ساعة تمضى من النهار؛ انظر النعيمى، الدارس في تاريخ المدارس، ج ٢، ص ٣٨٦ - ٣٨٧؛ وكان الشهود في ذلك الوقت يجلسون تحت هذه الساعات، انظر ابن حجر: إنباء الغمر، ج ١، ص ١٢٤.
(٤) هو صاحب كتاب المفصل، وقد قام الشيخ موفق الدين يعيش بن على بن يعيش النحوى المتوفى سنة ٦٤٣ هـ‍ بكتابة «شرح المفصل» في مجلدين، ط. ليبزج سنة ١٨٨٢ - ١٨٨٦ م؛ ط. القاهرة في عشرة مجلدات.
(٥) في نسخة س «الرفع» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من ب.
(٦) أي «بكلمة ذهب».
(٧) انظر محمود الطناحى: ابن معطى وآراؤه النحوية، ص ١٠ - ١١.
(٨) في نسخة س «فقرر»، والصيغة المثبتة من ب.
(٩) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>