بالهداية، فكم من أناس أضلهم الله وهم أقوى منه ذكاء.
١٤ - ومن فوائدها: أن صراط الله -عَزَّ وَجَلَّ- صراط مستقيم، لا اعوجاج فيه ولا ارتفاع ولا انخفاض، فهو سهل لسالكه، ومن المعلوم أن الصراط إذا كان معوجًّا أو فيه انخفاض أو ارتفاع فإنه يعيق سالكه، لكن صراط الله على العكس من ذلك مستقيم.
١٥ - ومن فوائدها: أن الإنسان محتاج في الهداية إلى الصراط المستقيم إلى هدايتين: هداية دلالة وهي التي تتعدى بإلى، وهداية توفيق وهي التي تتعدى بنفسها، ولهذا قال: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨)} ولم يقل: إلى الصراط.
١٦ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ (١١٩)} أن الله -سبحانه وتعالى- ذكر موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- في الآخرين وأثنى عليهما بما يستحقانه.
١٧ - ومن فوائد قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٠)} أن الله -سبحانه وتعالى- دافع عن موسى وهارون، حيث سلمهما من الثناء القبيح في الآخرين، هذا على القول بأن سلام على موسى وهارون متعلق بقوله:{وَتَرَكْنَا} يعني أنه ترك عليهما السلام في الآخرين، أما إذا قلنا بأنه ترك عليهما ثناءً حسنًا وجعلنا السلام من الله، فهو جملة مستأنفة لا تتعلق بما قبلها.
١٨ - ومن فوائد قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي