للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه النجاة فتحًا، كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصر وغلبة.

١٠ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧)} بيان عظيم منة الله -سبحانه وتعالى- بإيتاء الكتاب لموسى وهارون وهو من عطف الخاص على العام في قوله: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١١٤)} لأن إيتاء الكتاب أعظم منه، ويتفرع على هذا:

أن من آتاه الله علم كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فله نصيب من هذه المنة.

١١ - ومن فوائد الآية: الثناء على التوراة في قوله: {الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} أي: البالغ البيان، ولا شك أن التوراة هي أعظم كتاب أنزله الله تعالى علي بني إسرائيل.

١٢ - ومن فوائدها: أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- ينزل الكتب تبيانًا للناس، فيؤخذ من ذلك أن العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من الحقوق، ولا بمعرفة ما يجب له من الصفات، ولا بمعرفة ما يجوز عليه ولا ما يمتنع. فيكون في ذلك رد على من حكموا العقول في باب أسماء الله وصفاته.

١٣ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨)} أن كل إنسان مفتقر إلى الله تعالى في الهداية مهما بلغت مرتبته، فهذا موسى وهارون منَّ الله عليهما بهدايتهما الصراط المستقيم، فلا يقول قائل: أنا عالم، أنا عابد. فيعتمد على نفسه ويعجب بها، بل يجب عليه أن يرى قدر نعمة الله عليه

<<  <   >  >>