للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكما لا يشك في أن كلامه ههنا خرج مخرج الشك، لما في قوله، من عذوبته، وظرف مذهبه فكذلك ينبغي أن يكون قوله: (أو أنت في العين أملح) (أو) فيه باقية في موضعها، وعلى شكها" (١).

على أن ابن جنى قد نبه البلاغيين، إلى أن فائدة هذا الكتاب، ليت قاصرة على معرفة قواعد النحو، وأحكامها؛ من رفع، أو نصب، أو جر، أو جزم، لأن هذه أمور، قد تقررت وعرفت، وانتهى من أمرها المتقدمون، من النحاة، وأصبح الحديث عنها ضرباً من التكرار، الذي لا يأتي بعائد ما، وإنما تتعدى فائدته إلى إثارة المعاني من مكانها، وبيان أحوالها" في أوضاعها، وأغراضها، ومقاصدها وبيان أثرها في نفوس سامعيها.

واستمع إليه وهو يتحدث - أيضاً - عن فائدة كتابه، وذلك حين يتحدث عن معنى: (طرائف الحديث) من قول مالك بن أسماء:

أذكر من جارتي ومجلسها ... طرائفاً من حديثها الحسن

فيقول: "وإنما أفضى بنا إليه ذرو، من القول، أحببنا استيفاءه، تأنساً به، وليكون هذا الكتاب، ذاهباً في جهات النظر، إذ ليس غرضنا فيه: الرفع، والنصب، والجر، والجزم، لأن هذا أمر قد قرع في أكثر الكتب المصنفة فيه منه، وإنما هذا الكتاب مبني على إثارة معادن المعاني، وتقرير حال الأوضاع، والمبادئ، وكيف سرت أحكامها، في الأحناء والحواشي" (٢).

وإذا كانت "الخصائص" أو "خصائص العربية" - كما يفسرها


(١) الخصائص ٢/ ٤٥٩.
(٢) الخصائص ١/ ٣٢.

<<  <   >  >>