العرب تعتقد أن في الإنسان معنى كامناً فيه كأنه حقيقته ومحصوله" فغير كلمة (في الشيء) إلى كلمة (في الإنسان)، وذلك ليتسنى له الرد على أبي علي الفارسي.
[رد ابن الأثير على أبي علي الفارسي]
يقول ابن الأثير - في رده على أبي علي الفارسي-: "والذي عندي فيه أنه أصاب في الثاني ولم يصب في الأول، لأن الثاني هو التجريد، ألا ترى أن الأعشى جرد الخطاب عن نفسه وهو يريدها؟
وأما الأول - وهو:"لئن لقيت فلاناً لتلقين به الأسد، ولئن سألته لتسألن منه البحر" فإن هذا تشبيه مضمر الأداة، إذ يحسن تقدير أداة التشبيه فيه، فليس داخلاً في التجريد.
وأما قوله: إن العرب تعتقد أن في الإنسان معنى كامناً منه كأنه حقيقته ومحصوله فأقول: وغير العرب أيضاً تعتقد ذلك.
فإن عنى بالمعنى الكامن معنى الإنسانية الذي هو الاستعداد للعلوم والصنائع، فما هذا من الشيء الغريب الخفي الذي علمته العرب خاصة، وانفرد باستخراجه أبو علي - رحمه الله -!
وإن عنى بالمعنى الكامن ما فيه من الأخلاق كالشجاعة، والسخاء في المثال الذي ذكره. فليس الإنسان مختصاً بهذا المعنى الكامن دون غيره من الحيوانات.
فالأخلاق إذا مشتركة بين الإنسان وغيره من الحيوانات، غير أن الإنسان يجتمع فيه ما تفرق في كثير منها.