للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القول، ويجوز أن تكون مصدريّة، ولا يضرّ كون مدخولها أمرًا؛ لأنها تدخل عليه عند سيبويه، والرّدّ هنا ليس ضدّ القبول، وإنما هو رجع وردٌّ للجواب، ولذلك سُمّي إجابةُ اللَّه تعالى أيضًا ردًّا. انتهى.

وقال الأبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "أن" مفسّرة؛ لأن "رددت" في معنى القول، وهو رجع، أي فرجعت إليه القول أن هوّن" من معنى قوله في الحديث الآتي: "فقلت: أسأل اللَّه معافاته ومغفرته". انتهى (١).

(فَرَدَّ إلَيَّ الثَّانِيَةَ) قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فإن قلت: هذا يستدعي الردّة الأولى، وليس في الكلام ما يُشعر به.

قلت: قوله: "فأرسل إليّ" سُمّي ردًّا، إما مُشاكلةً، أو يكون مسبوقًا بطلب من الرسول كيفيّة القراءة. انتهى (٢).

(اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ) بصيغة الأمر، أو المتكلّم المبنيّ للمعلوم، وهو بدون "أن وفي بعض النسخ: "أن اقرأ" بإثباتها.

(فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إلَيَّ الثَّالِثَةَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ) كذا هو في هذه الرواية، وهي رواية عبد اللَّه بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبيّ بن كعب -رضي اللَّه عنه-، ووقع في رواية مجاهد، عن ابن أبي ليلى الآتية بعد هذا ما نصّه: "ثم جاءه الرابعة، فقال: إن اللَّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف".

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا مما يُشْكِل معناه، والجمع بين الروايتين، وأقرب ما يقال فيه: إن قوله في الرواية الأولى: "فرَدَّ إليّ الثالثةَ" المراد بالثالثة الأخيرة، وهي الرابعة، فسماها ثالثةً مجازًا، وحَمَلَنا على هذا التأويل تصريحه في الرواية الثانية أن الأحرف السبعة إنما كانت في المرة الرابعة، وهي الأخيرة، ويكون قد حُذِف في الرواية الأولى أيضًا بعض المرات. انتهى (٣).

(فَلَكَ (٤) بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا) وفي بعض النسخ: "رددتها"، قال


(١) "شرح الأبيّ" ٢/ ٤٣١.
(٢) "الكاشف" ٥/ ١٦٩٦.
(٣) "شرح النوويّ" ٦/ ١٠٢ - ١٠٣.
(٤) وفي نسخة: "ولك".