للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورُوي عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي الخليل قال: سمعت عليًّا حين افتتح الصلاة قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (١).

ورُوي عن ابن عمر أنه افتتح الصلاة، فقال: اللَّه أكبر كبيرًا، وسبحان اللَّه وبحمده بكرة وأصيلًا، اللهم أجعلك أحبّ شيء إليّ، وأخشى شيء عندي (٢).

وذهبت طائفة إلى الاستفتاح بقول: "وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا. . . " الآيات، وما بعده من الدعاء، أخرجه مسلم من حديث عليّ بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يستفتح بذلك (٣).

وأخرجه الترمذيّ، وعنده أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يستفتح به في الصلاة المكتوبة، وفي إسناده مقال، وأخرجه الطبرانيّ من وجه آخر كذلك، وأخرجه النسائيّ من رواية محمد بن مسلمة أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا قام يصلي تطوّعًا يقول ذلك.

وممن ذهب إلى الاستفتاح بهذا: الشافعيّ وأصحابه، وإسحاق في رواية، ورُوي عن عليّ أنه كان يستفتح به من وجه منقطع.

وظاهر كلام الشافعيّ وبعض أصحابه أنه يستفتح به كلّه الإمام وغيره، وقال كثير من أصحابه: يقتصر الإمام على قوله: "وأنا من المسلمين".

وقالت طائفة: يجمع بين قوله: "سبحانك اللهم وبحمدك"، وقوله: "وجّهت وجهي"، وهو قول أبي يوسف، وإسحاق في رواية، وطائفةٍ من الشافعيّة، منهم أبو إسحاق المروزيّ، وطائفة قليلة من الحنابلة، وقد ورد في الجمع بينهما أحاديث غير قويّة الأسانيد.

وكلُّ هذا على وجه الاستحباب، فلو لم يستفتح الصلاة بالذكر، بل بدأ بالقراءة صحّت صلاته، ولو استفتح بشيء مما ورد حصلت به سنّة الاستفتاح عند الإمام أحمد وغيره من العلماء، ولو كان الأفضل عند بعضهم غيره.

وقال أحمد في رواية الميمونيّ: ما أحسن حديث أبي هريرة في


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٢٣٢ - ٢٣٣.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٢٣٣.
(٣) "صحيح مسلم" في "أبواب صلاة الليل" رقم (٧٧١).